بلدة تعيش على منحدر "أخطر سد في العالم"
بلدة تعيش على منحدر "أخطر سد في العالم"

الأربعاء | 09/03/2016 - 07:30 صباحاً

تتنازع مشاعر من القلق والتشكيك أهالي بلدة وانه الواقعة على منحدر سد الموصل، ازاء تقارير تتحدث عن احتمال انهيار السد بشكل مفاجىء ما قد يؤدي إلى غرق بلدتهم بالكامل خلال دقائق.

ويعاني سد الموصل الذي شيد في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين من مشكلة بنيوية دفعت المهندسين في الجيش الأمريكي إلى وصفه بأنه "أخطر سد في العالم" في تقرير نشر في 2007. وحتمت هذه المشكلة إنشاء آلية لحشو السد بشكل متواصل على مدى 24 ساعة في اليوم بمواد اسمنتية. لكن أعمال الصيانة توقفت بعد الهجوم الذي شنه تنظيم "داعش" في المنطقة في حزيران/يونيو 2014. وعلى الرغم من استعادة القوات الحكومية للمنطقة، لم تستأنف أعمال الصيانة بسرعة وبفاعلية.

وتقع وانه على بعد حوالي عشرة كيلومترات إلى الجنوب من السد، وهي أقرب البلدات والأكثر تعرضا للخطر في حال حدوث انهيار.

ويقول خبراء إن انهيار سد الموصل سيؤدي إلى اندفاع ملايين الأمتار المكعبة من المياه التي قد يصل ارتفاعها إلى أكثر من 15 مترًا.

وأصدرت السفارة الأمريكية في بغداد تقريرًا الأسبوع الماضي أوصت فيه بافراغ سد الموصل من المياه من أجل حماية نحو مليون ونصف مليون شخص. ودعا التقرير إلى ضرورة ابتعاد سكان مدينتي الموصل وتكريت بين خمسة إلى ستة كلم عن ضفتي نهر دجلة ليكونوا بأمان.

حتى الآن، تتواصل الحياة بشكل طبيعي في وانة التي يعيش فيها حوالي عشرة آلاف شخص. ويمكن مشاهدة الأطفال يلهون خارج المنازل، والابقار ترعى في حقول ممتدة على جانب نهر دجلة.

ويثق بعض الأهالي بالسلطات المحلية التي تتابع بقلق تحذيرات مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والقوات الأمريكية.

ويقول فاضل حسن خلف (52 عاما)، وهو موظف حكومي ما زال يتذكر فترة بناء السد في ثمانينات القرن الماضي، لوكالة فرانس برس "نحن نعتمد على الخبراء العراقيين الذين يقولون ليست هناك مخاوف من انهيار السد، وهي مجرد ضجة اعلامية".


"لن نتمكن من النجاة"

لكن بشير إسماعيل (63 عاما)، وهو صاحب محل تجاري في وانه ورب أسرة مسؤول عن 13 طفلا، يعيش قلقا حقيقيا. ويقول "إذا كان السد سينهار، عليهم أن يبلغوننا بمغادرة المنطقة، مستحيل آلا يقولوا لنا".

ويشعر الموظف الحكومي زيد سعيد (31 عاما) بقلق أكبر. ويقول بدوره "لن أكذب، نحن خائفون جدا من انهيار للسد". ويتابع "كثيرون من الأهالي يفكرون بترك منازلهم والذهاب إلى إقليم كردستان" القريب من محافظة نينوى.

ويضيف سعيد، وهو ينظر مع مجموعة من أصدقائه إلى مستوى مياه النهر حيث يقع السد، "لا ندري ماذا نفعل، داعش أمامنا ومدافعهم تصلنا، والسد خلفنا ونخاف من انهياره".

وسيطر التنظيم بعد هجوم شرس في حزيران/يونيو 2014 على مناطق واسعة في شمال العراق بينها سد الموصل لفترة محدودة قبل أن تستعيد القوات الحكومية المنطقة. وتتولى قوات البشمركة الكردية حماية السد حاليا.
ووقعت الحكومة العراقية بداية الشهر الحالي عقدا من شركة "تريفي" الإيطالية بقيمة تناهز 300 مليون دولار للقيام بأعمال ترميم على السد بهدف منع وقوع كارثة.

ويتوقع مسؤولون محليون أن تبدأ هذه الأعمال سريعا بسبب تصاعد القلق حول وضع السد مع تزايد ذوبان الثلوج في الأيام القادمة وارتفاع منسوب المياه في خزان السد.

ويؤمن السد المياه والكهرباء إلى القسم الأكبر من منطقة الموصل، كما تستخدم المياه التي يخزنها لري مساحات واسعة في محافظة نينوى.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:20
الظهر 12:36
العصر 04:17
المغرب 07:22
العشاء 08:53