تقرير الصحفي بشار دراغمة - الحياة الجديدة:

 انشــغل المواطنون بالحديث عــن ثﻼثة منخفضات جوية  ســتضرب فلســطين خﻼل اﻷســبوع  الجــاري ابتداء مــن أمــس، فيما دب  الرعب في نفوس البعض، من شــدة  التحذيــرات التــي أصدرتهــا المواقــع  المتخصصــة بمتابعة اﻷحوال الجوية  وشــؤون الطقس، وســط انتظار لما  هو قادم.

ونشــر موقــع «طقــس فلســطين»  تحذيرات عديــدة للمواطنين والجهات  المختصة من أجــل اتخاذ اﻻحتياطات  الﻼزمــة لتجنب الخطر القــادم، وأكد  الموقع أن منخفضات استثنائية عميقة  تضــرب فلســطين والشــام بقوة في  اﻷيــام المقبلة، وبحســب الموقع فان  اﻷجواء الشــتوية القادمة لم تشهدها  فلسطين منذ سنوات.  

واعتبر مواطنون الحديث عن التوقعات  الجوية بهذا الشــكل أمــراً  مبالغا فيه ، وقال المواطن محمد رباح معلقا على  صفحــة موقــع «طقس فلســطين»  علــى «الفيس بوك» «يا جماعة ليش  بتهولــو في اﻷمــور يعني حاس حالي  انــه اول منخفض بيوصل فلســطين  شــو القصــة اتقو الله يا نــاس يعني  أكبــر من منخفــض 1992 ما وصلنا  ليش هالتهويل».

 لكــن آخريــن أكــدوا أن موقع طقس  فلســطين عــادة مــا كان صائبــا في  توقعاتــه خﻼل الســنوات الماضية مع  التشــديد على أن اﻷمــور دائما تبقى  «بيداﷲ».

وما بين ارتباك المواطنين وتشكيكهم  بصحة التوقعــات الجوية، يؤكد أيمن  المصري، مدير موقع طقس فلسطين  وهو الموقع اﻷكثر شــعبية في مجال  الطقس واﻷحــوال الجوية، أن الهدف  ليس إخافــة المواطنين مطلقا، وإنما  إرشــادهم للطريق الصحيح وحســن  التصرف، مشــيرا إلى أنــه إعتباراً من الأحد فان الواقع سيكون مخيفا  خاصة فيما يتعلق بالرياح وســرعتها  ، والتي ستشــكل خطرا على الموســم  الزراعي بأكمله إذا ما صحت التوقعات،  خاصة أن الزراعــة لدينا غير محصنة  بمــا يكفــي لتجنب خطر الريــاح التي  قد تصل ســرعتها في بعض اﻷحيان  إلى 100 كيلومتر في الســاعة، بينما  سمك البﻼستيك الذي يغطي الدفيئات  الزراعية ﻻ يتجــاوز 1 ملم وبالتالي ﻻ  يتحمــل رياح تزيد ســرعتها على 50  كيلو مترا في الساعة على أبعد تقدير.

ونوه المصري إلى أن «كل شــيء بيد  ﷲ، والتوقعات قد تصيب وقد تخطئ،  فهناك الكثير من العوامل المؤثرة على  مسار المنخفضات الجوية، لكن الصور والخرائط الجوية التي حللها مهندسو «طقس فلسطين» تقول ان هناك ما  هو مقلق فعﻼ».

وأوضح المصري لـ«الحياة الجديدة» أن  أسعار الخضار قد تشهد ارتفاعا كبيرا  إذا ما دمرت الدفيئات الزراعية، وأشار  إلــى أن بﻼدنا غير مهيأة مطلقا لمثل اﻷحوال الجوية المتوقعة القادمة.

وحــذر مدير موقع طقس فلســطين  المواطنين من اﻻقتراب من اﻷشــجار  اليوم وغدا، وكذلك تجنب المشي في  الشــوارع، والخــروج فقــط للضرورة  القصــوى، كمــا دعــا الســائقين إلى  ضرورة توخي أقصى درجات الحيطة  والحذر لتجنب وقع حوادث السير التي  تــزداد في مثل هــذه الظروف، محذرا ، كذلك من اﻻقتراب من اﻷودية خشية  تشكل فيضانات فيها.

كمــا حذر أيضــا من إمكانية ســقوط  أو تضــرر شــبكات الكهربــاء القديمة  وانقطاعها في بعض المناطق وخاصة  الســهلية وقمــم الجبال، مشــيرا إلى  أن الريــاح الهوجاء قد تقتلع اﻷشــجار  الصغيــرة والمتوســطة واﻷشــتال  والدفيئــات الزراعيــة فــي مناطــق  طولكــرم وجنيــن وقلقيليــة وطمون  وطوباس واﻻغوار والمناطق الزراعية  في قطاع غزة، وحذر كذلك من احتمال  تطاير الصحون الﻼقطــة والهوائيات  غير المثبتة بشــكل جيــد، وخصوصا في المناطق المكشوفة والمرتفعة.

وأضاف محرر الموقع «ﻻ نريد أن نبث  الرعب في قلوب الع باد لكن شخص يا أنا  خائــف مما هو قادم والخرائط الجوية  هــي التــي تؤكد ذلك وقيــم الضغط  الجوية قوية للغاية وهو ما يؤشــر على سرعة كبيرة للرياح ربما تتحول  إلى عاصفة».

 وتوقــع أن تصل درجــات الحرارة في  بعــض المدن ومنها رام اﷲ والقدس والخليل الى الصفر المئوي ليلاً،  وفي نابلــس 4 درجات، منوها إلى أن  احتمالية تساقط الثلوج على المرتفعة  الفلســطينية واردة جدا وربما وأدنى  ارتفاع متوقع وصــول الثلوج إليه هو  500 متر عن سطح البحر باحتمالية 40  في المئة، وذلك يوم اﻷربعاء المقبل،  فيمــا تصل اﻻحتماليــة في ذات اليوم  للمرتفعات فوق 750 مترا إلى 70 في  المئة والمرتفعات فوق 1000 متر إلى  90 في المئة.

وحول إطﻼق موقع «طقس فلسطين»  أســماء مدن وقرى فلسطينية مهجرة  ومدمــرة علــى يــد اﻻحتــﻼل علــى  المنخفضــات الجويــة التــي تضــرب  فلسطين، بين المصري أن الموقع عمد  إلــى خلط الطقس والبيئة مع التاريخ  الفلســطيني، مشــيرا إلــى أن الهدف  هو تذكيــر المواطنين دائما بأســماء  القرى التي دمرها اﻻحتﻼل، ﻻفتا إلى  أن المنخفض الذي يضرب فلســطين  اليوم يحمل اســم «اندور» نسبة إلى  قريــة تقــع إلى الجنوب الشــرقي من  الناصرة وتبعــد عنها 22كم، وهدمت  في العام 1949م، واســتولت سلطات  اﻻحتﻼل علــى أراضيها وأقامت عليها  (كيبوتس عين دور)، وبين أن الفكرة  ﻻقت قبوﻻ كبيرا لدى المواطنين الذين  أصبــح لديهم من فترة حــب لمتابعة أخبار الطقس.