عندما يبكي الرجال الزمان وتضيق الدنيا وتصغر لتكون بحجم كف اليد، لا يعلم الإنسان أين يذهب، ولكن يتذكر دوما أن الله هو مفرج الكروب، لم تأت الكلمات اعتباطا أو من باب استدرار الشفقة والعطف ,لكن من يعرف حال حيدر عرفات 47  عاما و يعيش لحظات في بيته يعلم ما يعانيه هو وأطفاله الخمسة عشر، فما ان تطرق باب بيته تفتح لك ابواب المعاناة والمأساة المستورة خلف الجدران.

حيدر عرفات والذي يقطن في حي الزيتون بقطاع غزة ، راح ضحية لزواج الأقارب, أراد أبوه إعلان ولاء الطاعة لأخته فزوجه ابنتها دون الاكتراث حتى بمشاعره الإنسانية ,ليست هذه قصتنا المحورية لكن إليكم تفاصيل مؤرقة افرزها زواج الأقارب والضحية طفلين مشلولين وأخري تعاني المرض واثنين فارقا الحياة.

رغم أن الأشقاء  حماد، معتصم يقيمون في حي وادي العرايس بمنطقة الشجاعية بغزة وتجاوزت أعمارهم سن الزواج إلا أنهم سيحرمون طوال حياتهم من أن يحمل أحدهم صفة « العريس» بعد أن لازمهم المرض المزمن منذ ولادتهم جراء إصابتهم بضمور في العضلات وأمراض أخرى جعلتهم في حالة من الاعاقة الدائمة ومدى احتياجهم للرعاية الخاصة والمتواصلة  بالإضافة للبامبرز.

حماد يبلغ من العمر 27 ربيعا ً ومعتصم " 17 ربيعا ورغم الفارق الزمني بينهم لكنهما يتقاسمان المرض والهم ذاته ,فهما لا يقدران علي الجلوس أو الوقوف وبالتالي المشي ,ولديهم كسور متكررة في جميع عظام الجسم ولك ان تتصور أجساد قابلة للتشكيل حسب نوعية الكسر ناهيك عن تضخم في الرأس.

بالإضافة  لاعوجاج وكبر حجم الراس وتشوه في القفص الصدري ، وقصر في القامة وتيبس في المفاصل مع تحديد مدى حركة المفاصل جميع مفاصل الجسم  ,وكذلك عدم التحكم في عمليتي الإخراج فهم يحتاجون معاملة خاصة في ظروف خاصة ,والطامة الكبرى أنهم يحتاجون إلي ست وحدات من الدم شهريا لأنهم مصابون بالأنيميا وهي فقر الدم الحاد والدائم .

حيدر عرفات والد الاطفال الذى يقضى يومه في التنقل بين المستشفيات لعلاج ابنائه باستمرار متنقلا بين مستشفيات غزة والضفة الغربية. يقول " أبنائي بحاجة لعلاج دوري وشهري باستمرار ، فهم بحاجة ل 12 عبوة من بخاخ خاص لتقوية العظام شهريا بما يعادل 500 شيكل سعر العبوة الواحدة ، بالإضافة لـ 6 وحدات دم شهريا ، وتراكمت علينا الديون لبنك الدم في مستشفى الشفاء بغزة ما يقارب 60 وحدة ، والشكوى لغير الله مذلة"

واضاف "لدى تقارير تثبت ان أطفالي هم من بين 6 اشخاص على مستوى العالم المصابين بهذا المرض ، بمعنى انى احمل تقريبا الثلث في العالم ، والوحيدين في فلسطين الحاملين له"

وناشد الرئيس محمود عباس بسرعة النظر له  ولأطفاله ومساعدته في توفير العلاج ومحاولة التخفيف عن كاهله عبئ الاسرة المكونة  من 15 عشر فردا.

ويعتمد الأشقاء على أفراد العائلة في كل شيء مثلما تؤكد ذلك زوجة أبيهم " أم أحمد"  التي قالت أنها تقضي معهم ساعات للحديث أو متابعة احتياجاتهم أو النوم معهم في المستشفيات أكثر مما تقضي مع أبنائها، مشيرة إلى أنها تشعر بالسعادة عندما ترى الابتسامة تعلو وجوههم كما أن «حماد» عندما يرسم الورود بألوان زاهية يطلب من شقيقه أحمد كتابة اسمها واسم والده بجانب الوردة ورغم هذا فإنها تشعر بالألم جراء عدم تمكن العائلة من توفير الاحتياجات الأساسية لهم خاصة أنهم بحاجة إلى الفوط الصحية بصورة يومية إضافة إلى الدواء الخاص بالجهاز التنفسي ونظرا لعدم توفر أدوية الأمراض المزمنة يتم شراء ذلك على الحساب الخاص وأحيانا بسعر السوق السوداء.

وتعتمد العائلة على المساعدة المالية التي تحصل عليها من وزارة الشؤون الاجتماعية الممولة من الاتحاد الأوروبي كل ثلاثة شهور مما يدفع العائلة إلى الاستدانة وكتابة تعهدات والتزامات بالدفع إلى حين توفر المال.

المصدر: دنيا الوطن