الذهب الروسي ينتشر في الأسواق الفلسطينية بقوة ويتحول الى محامٍ يفرضه الناس
الذهب الروسي ينتشر في الأسواق الفلسطينية بقوة ويتحول الى محامٍ يفرضه الناس

الخميس | 10/10/2013 - 02:41 مساءً

تقرير الصحفي:  أحمد السده

بمجرد وقوف العروس على منصة الفرح تبدأ نظرات الحضور بإرسال ومضات فاحصة لما تلبسه  من فستان وذهب ومكياج وغيره، لتبدأ بعد ذلك مرافعة مكونة من قضية عنوانها "القيمة والمظاهر" وقاض اسمه "الناس" ومحام يسمى "الذهب"، وما يفصل بين دراسة القضية واتخاذ الحكم مدى ملائمة "مظهر الضحية" مع ذوق القاضي . 

ولكي تفوز الضحية بالقضية تحرص على استيفاء شروط الجمال والرفعة أمام الناس، ساعية في تسجيل بصمة من الجمال والأناقة تفوق توقعاتهم، ويعد الذهب من أهم المتممات لعنصر جمالها، وهو واجب حسب عرف الناس وتقاليدهم .

والسؤال هنا، أين المنفذ لمن لا يملك المال الكافي لشراء الذهب؟ وهل هناك بديل عنه؟ وما هي أبعاد استبداله أو الاستغناء عنه؟

الشابة أحلام محمد تطرح منفذا يتمحور حول استبدال الذهب الأصلي بالذهب الروسي وتقول في هذا الخصوص "قبلت بوضع زوجي المادي حين جاء لخطبتي، ووافقت وأهلي أن أتزوجه دون الالتفات إلى وضعه، وخلال التجهيز للخطبة اتفقت معه وأمي على جلب ذهب روسي بالإضافة لبعض القطع الأصلية بدلا من أن يكون كامل الطقم أصلي وهربا من ألسنة الناس".

وتضيف أحلام "ظل زوجي متمسكا بوعده بجلب ذهب أصلي، وبعد أن فرجت الأمور وتيسر الحال بعد ثلاث سنوات من الزواج جلب لي ذهبا أصليا بما تزيد قيمته عن 2000 دينار".

وفي وجهة نظر مختلفة ترى روند حميد -طالبة جامعية من نابلس- بأنه لا داعي للذهب الروسي في الزواج إذا لم تسد النقود المتوفرة الحاجة الكافية، موضحة وجوب ضرب أقوال الناس عرض الحائط "كثير من الناس تغش نفسها بجلبها للذهب الروسي، وهمهم الوحيد (المظاهر) وبالنسبة لي ليس ضروريا أن أجلبه لإرضاء بصر الناس، وأفضل أن أرتدي بعض القطع الأصلية حتى لو كانت قليلة بدلا من التباهي بعدد القطع الكثيرة والتي قد تكون تقليدية".

وإن كان الذهب الروسي بديلا إلا أن هناك مشاكل عدة بسبب استخدامه وتتمثل في أنه في كثير من الحالات يدعي أهل العريس أو العروس بأن الذهب الذي تم جلبه أصلي، ومعرفة ذلك مصادفة أو بعد أن "تقع الفأس بالرأس" قد يتسبب بمشاكل بين الزوجين وبالتالي قد يتسبب بالطلاق .

وفي هذا الخصوص يتحدث رئيف المصري صاحب محل لصياغة المجوهرات "المجوهرات التقليدية (المقلدة) مثل الذهب الروسي أثرت سلبا، لأن الكثير لجأ لاستخدامها علما بأن نسبة كبيرة من أنواعها مؤذية للجسم بحيث أنها تحتوي مواد وطبقة ثؤثر تضره، وبرأيي الفضة الحل الأفضل لمن لا يملكون النقود لشراء الذهب، فهو يمكن إصلاحه ولا أضرار له".

ومما قد يتسبب بالمشاكل جهل الناس التفريق بين النوعين، وبالتي تحصل اشكاليات بين الزبائن وأصحاب المحلات، لأن الزبائن عادة لا يستطيعون التمييز بين الأصلي والمقلد ووقوعهم في فخ المقلد له آثاره السلبية اجتماعيا .

وللتفريق بين الأصلي والمقلد يقول المصري "لا يجوز قانونيا بيع أية قطعة ذهبية مصاغة في أي محل مجوهرات في أراضي السلطة الفلسطينية دون أن تحمل دمغة وشعار وزارة التموين والمعادن الثمينة مع العيار المخصص".

ويضيف المصري "الذهب معدن تتشابه مواصفاته في كل الأماكن وكل المناطق باختلاف نسبته المئوية للمعدن الخام، وما يسمى بالذهب الروسي ظهر بشكل كبير في الآونة الأخيرة نظرا إلى أسعار الذهب الأصلي وزيادة نسبة الفقر لدى الناس".

ويتفق حمزة عليوه صاحب محل مجوهرات تقليدية مع المصري بأن غلاء الأسعار وارتفاع نسبة الفقر دفع الناس للجوء إلى المجوهرات التقليدية بما فيها الذهب الروسي .

"في بداية فتح المحل كان إقبال الزبائن أكبر من هذه الفترة، ولعل السبب انتشار المحلات بكثرة في هذه الآونة، وبالنسبة لي عملت في هذا المجال منذ ثلاث سنوات لأن الذهب الأصلي غالي الثمن ويحفظ سعره، بينما المجوهرات التقليدية تعتبر إكسسوار عادي تحت مسمى الذهب الروسي" يقول عليوه .

الجدير ذكره أن الذهب الروسي هو نوع من المجوهرات المقلدة الذي يتشابه بدرجة كبيرة مع الذهب الأصلي، وله أنواع عدة فمنه النحاس والحديد والطوج والستانلس، ويذكر بأن هذا النوع من المجوهرات كان يباع قديما في روسيا فحمل هذه التسمية، ومنهم من يقول بأنه تم إطلاق هذا الاسم لرفع قيمته والترويج له .



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:27
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:18
العشاء 08:47