ارجع خبراء بيئة ومناخ اردنيون اشتداد درجة الحرارة ليلا الى تعرض الاردن والمنطقة لموجات حارة إلى ظاهرة الانقلاب او الشذوذ الحراري.
وذكرت صحيفة الرأي الاردنية في طبعتها الالكترونية أن بيوت المواطنين خلت خلال الليالي الماضية س من ساكنيها في غالبية مناطق الاردن هربا إلى الشوارع والمرتفعات نتيجة ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة معا خاصة في البيوت غير المعزولة أو المكيفة.
وذكرت الرأي نقلا عن  الخبير بشؤون البيئة ورئيس مركز الأرض والانسان للتنمية زياد علاونة إن من أسباب الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة مع كل موجه حارة  إن مناخ الأردن جاف ويعد صحراويا أو شبة صحراوي وطيلة النهار يخزن الحرارة الاتية من الشمس فيما بالليل وعندما تبدأ التربة تفقد درجه حرارتها بدرجة سريعة تحصل الحرارة العالية ليلا والتي يشعر بها المواطنون وتسبب لهم الضيق والاعياء وفقدان سريع للسوائل وارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير وخاصة في المناطق المغلقة.
وقال من الأسباب أيضا إن الأردن تعرض لظاهرة التغير المناخي وارتفعت درجة الحرارة لدينا نصف درجة صيفا وذلك وفق دراسة للبنك الدولى /دائرة شؤون المناخ.
واضاف علاونة أن عدم وجود مسطحات مائية بالأردن  يلعب دورا في ظاهرة الانقلاب الحراري موضحا إن المسطحات المائية تقلل من اثر ظاهرة الانقلاب الحراري ليلا وتعمل على تنشيط ظاهرة نسيم البحرالذي نفقده وعوضا عنه تعمل التربة والأجواء الصحراوية لدينا عكس هذه الظاهرة وتبدأ ببعث الحرارة ليلا.

وأكد استاذ الجغرافيا المناخية سعيد خواجا لصحيفة الرأي تعرض البلاد لظاهرة الشذوذ الحراري / الانقلاب الحراري وقال «مرت الاردن منذ يومين بهذه الحالة الشاذة من ارتفاع درجة الحرارة ليلا والتي تنشأ نتيجة استقرار طبقة من الهواء الدافىء فوق طبقة أخرى من الهواء البارد ونظراً لأن الهواء البارد أثقل من الهواء الدافىء فإن هذا الوضع قد يستمر مدة طويلة ويبقى الهواء البارد ملاصقاً لسطح الأرض ساكناً لا يتحرك.

 من جانبه توقع مدير دائرة الأرصاد الجوية عبدالحليم أبو هزيم في حديث مع صحيفة الرأي أن تتعرض الاردن  والمنطقة في الفترة المقبلة إلى موجات حر مشابهة ومتتالية من حيث ارتفاع درجات الحرارة مشيرا ان العالم أيضا شهد ارتفاعا في درجات الحرارة خلال السنوات الماضية لعوامل عدة أهمها ظاهرة التغير المناخي.
ولا تزال المملكة تتعرض منذ مطلع الأسبوع الجاري إلى كتلة هوائية حارة وجافة قادمة من أواسط الجزيرة العربية، نتيجة لتكون منحفض حراري في تلك المنطقة الأمر الذي معه وصلت درجات الحرارة أمس واول امس في العاصمة عمان إلى 39 – 40 درجة مئوية.

وقال ابو هزيم أن الموجة التي تعد الأكثر ارتفاعا للحرارة في الصيف الحالي أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة بمعدل 5-7 درجات اي أعلى من معدلها السنوي الذي يبلغ 33 درجة مئوية في مثل هذا الوقت من السنة.
وأوضح إنه طرأ انخفاض طفيف على درجة الحرارة العظمى يوم الاثنين لتصل في عمان إلى 36 درجة مئوية، مع بقائها أعلى من معدلها في مثل هذا الوقت من السنة، بحوالي 3-4 درجات مئوية لتواصل درجات الحرارة الانخفاض الطفيف لتصل درجة الحرارة يوم الثلاثاء إلى 35 درجة مئوية مع بقاء الجو حارا نسبيا في المناطق الجبلية وحارا في باقي المناطق.
واشار الى ان المعايير التي تقاس بها درجة الحرارة عالمية، مثل أن تكون مسجلة في الظل وعلى ارتفاع متر ونصف المتر إلى مترين عن سطح الأرض
ودعا ابوهزيم المواطنين الى ضرورة الحيطة والحذر من تأثير الموجة الحارة وذلك من خلال عدم التعرض المُباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الظهيرة والعصر والإكثار من تناول السوائل والمشروبات الباردة لتفادي حدوث ضربات الشمس ومُضاعفاتها.