طقس فلسطين - م.محمد جانم : ما زالت المؤشرات الممتازة التي أشار إليها "طقس فلسطين " في الأيام الماضية باديةً للعيان عبر الخرائط الجوية المعتمدة لدى موقع طقس فلسطين ، حيث تجتمع العديد من هذه المؤشرات وتتضافر لتعزز فرص هطول الأمطار وعودة الشتاء ولو أنها جاءت متأخرة .

ولعلّ الأنظار تتجه بالدرجة الأولى صوب المرتفع الجوي الضخم والصلب الذي يتوقع أن "يرزح" طويلاً فوق أجزاء واسعة من القارة العجوز .

في الخارطة التالية نشاهد الأوضاع الجوية المتوقعة يوم الأحد ، حيث يسيطر مرتفع جوي فوق أجزاء واسعة من أوروبا ، وتموضع حوض بارد بشكل مريح قرب المنطقة على هيئة " قطع نسبي " ومنخفض جوي في طبقات الجو كافة وكتلة هوائية باردة مصاحبة له من جانب ، ومن جانب آخر استجابة قوية على ما يبدو من المارد الأحمر ، أي من منخفض البحر الأحمر ومنخفض السودان و وتيارات رطبة مدارية ، ما يؤدي الى تشكل حالة قوية من عدم الاستقرار الجوي بمشيئة الله تعالى .

المرتفع الجوي الأوروبي " العنيد " من المتوقع أن يبقى لمدة أكثر من أسبوع أو عشرة أيام ، وربما أكثر من ذلك ، ولكن بمحاور تموضع مختلفة ، متماشية مع سلوك الغلاف الجوي المعقد بطبيعة الحال ، وجود هذا المرتفع يجدد أمل بلاد الشام بنزول أحواض باردة أو باردة جداً صوب المنطقة ، الأمر الذي قد يعيد الأمل بتعافي الموسم المطري ولو جزئياً ، بعد موسم شتاء مخيب للآمال .

الخارطة التالية لـ +192 ساعة ابتداء من ظهر اليوم الجمعه ، تعد مثالية جداً لنزولات باردة ومنخفضات جوية في فترة حول منتصف الشهر في حال ثباتها  :

ونتيجة للكلام السابق ، بدأت الخرائط الجوية تشير الى إمكانية نشوء منخفضات جوية في المدى المتوسط وربما البعيد أيضاً ، طالما استمرت إشارات المرتفع الأوروبي القوي ، إلا أن تحديد قوة هذه المنخفضات هو أمر صعب حقيقة ، نتيجة لوجود متغيرات حساسة تؤثر على قوة وعمق وتمركز وسرعة هذه المنخفضات .

إذن ، فلسطين وبلاد الشام والمنطقة المجاورة على موعد مع فعاليات جوية ربما تكون مميزة وربما تكون اعتيادية بمشيئة الله تعالى ، إلا أن العامل المشترك فيها هو رائحة الشتاء والأمطار وبرودة الكوانين وشباط ، ومن يدري ربما تتجه الأمور لأبعد من ذلك أيضاً ! ويبقى ذلك كله بمشيئة الله تعالى وقدرته ورحمته .

والله تعالى أعلم