أكد التقرير الاقتصادي الأسبوعي لبنك الإمارات دبي الوطني أن الحالة الاستثمارية في الإمارات باتت تتمحور حول السلع وأسعارها، وقال إن السلع سجلت بداية قويّة مطلع العام ولكن قد تشهد بعض التقلبات، متوقعاً صعوداً مستمراً لأسعار البلاتين والبلاديوم ومؤكدا أن معظم السلع يجري تداولها ضمن نطاقات سعرية مختلفة ومنها الذهب.

وقال التقرير- الذي يكتبه مكتب الرئيس التنفيذي للاستثمار لدى قسم إدارة الثروات في البنك - ثبتت صحة ودقة الاستشارات التي يقدمها بنك "الإمارات دبي الوطني" لعملائه حول جميع فئات الأصول المهمّة.

ونسلط الضوء في تقريرنا لهذا الأسبوع على جملة من الأفكار التكتيكية حول بعض السلع الرئيسية.

وتابع: تتشابك مضامين الحالة الاستثمارية في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل وثيق مع السلع وأسعارها على اعتبار أن أبوظبي تعد المصدّر الرئيسي للنفط، بينما تعتبر دبي المركز التجاري للذهب والنفط والعديد من السلع الأخرى.

بداية قوية

وشهدنا في عام 2014 بداية قوية على صعيد السلع عموماً، وكان النحاس حالة استثنائيّة فيها؛ حيث سجل الذهب والبلاديوم معدلات تراوحت بين الصعود والهبوط من خانتين، كما حقق خام غرب تكساس الوسيط والسكر ارتفاعاً هامشياً، في حين سجل البن صعوداً بنسبة 56% على خلفية موجة الجفاف في البرازيل.

ويعزى السبب في ذلك إلى تصاعد التوترات الجيوسياسيّة في أوكرانيا والمخاوف المرتبطة بالمناخ حول بعض المنتجات الزراعية.

وحظيت أسعار السلع بدعم في وقت سابق من العام نتيجة الأحوال الجوية السيئة في الولايات المتحدة، وارتفاع الواردات الصينية خلال شهر يناير، فضلاً عن المخاطر الجيوسياسية المرتبطة بالأوضاع في أوكرانيا، والمضاربة طويلة الأمد للسلع والتي بلغت مستويات قياسيّة في فبراير 2014.

النحاس والذهب

وقال التقرير: فيما نتوقع أن يسجل النحاس ارتداداً عن مستويات ذروة البيع التي شهدها، فإننا لا نجد مؤخراً أي توجهات صعوديّة قابلة للاستمرار على نحو ممتد.

وقد تدهور النشاط الصناعي الصيني في مطلع عام 2014، مما يثير الريبة وانعدام اليقين حول مواجهة نوبات ضعف محتملة في الطلب المحلي، والذي قد يطال تأثيره كلاً من النفط والنحاس بالدرجة الأساس.

وبالرغم من احتمال تسجيل انتعاش موسمي في المؤشرات الصينية الرئيسيّة عقب حلول السنة القمرية الجديدة، فإننا نستبعد أن يشكل ذلك بداية توجّهٍ صعودي جديد.

واقترب الذهب من مستوى 1,400 دولار الأسبوع الماضي جرّاء التوتر المتصاعد في أوكرانيا، والذي لابد أن يهدأ في نهاية المطاف. وقد تم فرض عقوبات على روسيا ولكن لا نرجح أن تكون واسعة النطاق، لاسيما وأن بلداناً مثل ألمانيا ترفض تجميد علاقاتها التجاريّة المجزية مع روسيا. .

نظرة إيجابية

قال تقرير بنك الإمارات دبي الوطني: نجدد نظرتنا الإيجابيّة حول أساسيات البلاديوم والبلاتين المدعوة بالتوجهات المشجعة في قطاع السيارات.

ويحظى البلاتين حالياً بدعم نتيجة التحديات التي تواجه قطاع التعدين في جنوب أفريقيا، وكذلك البلاديوم نتيجة التهديدات بفرض عقوبات على روسيا، علماً أن جنوب أفريقيا وروسيا هما أكبر منتجين لهذين المعدنين.

وقد جنى مستثمرونا الفائدة من سندات البلاديوم المهيكلة لأجل عام، وموجة الصعود المسجلة، ولكن بشرط ألا يتخطى البلاديوم مستوى 130% من السعر النقدي للتداول عند الإصدار.