وكالةُ الفضاء اليابانيَّة تستعدُّ للسفر إلى أقمار المرّيخ بحُلول عام 2024
وكالةُ الفضاء اليابانيَّة تستعدُّ للسفر إلى أقمار المرّيخ بحُلول عام 2024

الثلاثاء | 30/05/2017 - 05:50 مساءً

تطمَحُ أهمُّ وكالات الفضاء العالميّة إلى إرسال بعثاتٍ إلى القمر والمرّيخ خِلال العقود المُقبلة. وبوُجُود وكالات فضاء ضخمة كناسا الأمريكيّة وروسكوزموز الروسيّة ووكالة الفضاء الأوروبيّة وإدارة الفضاء الوطنيّة الصينيّة، فإنّ البعثات المُقترَحة لن تَتوقَّف، ومنها إنشاءُ قواعِد فضائيَّة على القمر ورحلات مأهولة إلى المرّيخ وإرسال روبوتات استطلاع لكليهما.

إلّا أنّ لدى منظّمة استكشاف الفضاء اليابانيّة «جاكسا» خطط مختلفةٌ للعقود المقبلة، فبدلًا من إرسال البعثات إلى القمر أو المرّيخ، اقترحت استكشاف أقمار المرّيخ! وتنوي اليابان إرسال بعثاتٍ فضائيّة روبوتيّة إلى قمر فوبوس وقمر ديموس لاستكشاف سطحيهما وإحضار العيّنات إلى الأرض في مَهمَّة أطلق عليها اسم بعثة استكشاف أقمار المرّيخ.

وستُجهَّز المركبات الفضائيَّة تدريجيًّا بعد العام 2020، وستعدّ لهدفَيْن رئيسَيْن. يركّز الهدفُ الأوَّلُ على دراسة نشأة القمرين فوبوس وديموس، والتي كانت مَوضِع نِقاش لمُدَّة طويلة. إذ يرى بعضُ العلماء أنّ أصل القمرَيْن كُوَيْكبان استطاع المرّيخ أَسرَهما بفعل الجاذبيَّة، ويرى آخرون أنَّ نشأة القمرَيْن كانت بسبب تلاحم الحُطام الناتج عن اصطدام الأجرام الكونيّة الضخمة بسطح المرّيخ. وأمَّا الهدف الثاني من البعثة فسيُرَكّز على دراسة ظروف سطح القمرَيْن والفضاء حولهما. ويتضمَّنُ ذلك دراسةَ تضاريس سطح فوبوس وديموس، وطبيعةَ المدار الذي يدوران فيه، والتغيُّراتِ الديناميكيَّة الظّرفيَّة والثابتة للغلاف الجوّي للمرّيخ والذي يشمل الغبار والسحب وبخار الماء.

فوبوز وديموس. حقوق الصورة: ناسا
فوبوس وديموس. حقوق الصورة: ناسا
وقال الدكتور فوجيموتو «تتعرَّضُ الأجرامُ الكونيَّة عديمة الهواء كالكُوَيْكبات إلى عمليَّات التجوية الفضائيَّة [النحت والتفتيت…] وفي حالة فوبوس، فإنّ حوادث اصطدام الأجرام بسطحه تسبب انتشار جزيئات الغبار بكثافة. وبخلاف الكُوَيْكبات في الفضاء بين-الكوكبي، فإنّ جزئيات الغبار لن تُفقد في الفضاء بل ستدور حول المرّيخ وتعود لتصطدم مرَّة أخرى بسطح فوبوس. وهذا يُفَسّر طبقة الحطام الصخري السميكة جدًّا على قمر فوبوس. ويفيدنا فهم هذه العمليَّة في فهم خصائص العيَّنات المحضرة بشكل أفضل.»

ومن الأهداف المهمة أيضًا لهذه البعثة، دراسة الأجرام الصغيرة القادمة من النظام الشمسي الخارجيّ «خارج حزام الكويكبات.» إذ يُعَدُّ المرِّيخُ الكوكبَ الصخريَّ الأبعد عن الشمس، ويَرسمُ مدارُه الحدَّ الفاصل بين الكواكب الأرضيّة «الداخليَّة» والكواكب الغازيَّة والجليديَّة الضخمة في النظام الشمسي الخارجيّ والتي تملك أغلفةً جوّيَّةً كثيفة.

لكل هذه الأسباب، فإنّ دراسة أقمار المرّيخ وفهم نشأتها والتعرّف على ظروف المدار المرّيخي سيساعدُنا على فهم نشأة المجموعة الشمسيّة وتطوّرها. ولا تقدّم هذه البعثة فرصةً لدراسة نشأة الكواكب فحسب، بل تخبرنا أيضًا عن الكيفية التي انتقلت بها المواد الأوّليّة بين النظام الشمسيّ الداخلي والخارجي في المراحل المبكّرة من تاريخ المجموعة الشمسيّة.

ووفقًا للخطّة الحاليّة، فمن المقرّر إطلاق المسبار في سبتمبر/أيلول من العام 2024 لاستغلال اصطفاف الأرض والمرّيخ في أقرب مسافة بينهما في هذا الوقت. وسيصل المسبار إلى المرّيخ حواليّ شهر مارس/آذار من العام 2025، وستستمرُّ عمليّات الاستطلاع لثلاثة أعوام ثمّ يعود المسبار إلى الأرض في يوليو/تموز من العام 2029. وبمجرّد وصول المسبار إلى المرّيخ، فإنّه سيعتمد على معدّات علميّة متخصّصة ومجهّزة لإجراء عمليّات الاستقصاء والتقاط العيّنات.

تتضمّن هذه المعدّات مطياف النيوترون وأشعّة جاما، ومطياف النطاق القريب من الأشعّة تحت الحمراء، وكاميرا واسعة الزاوية ومتعدّدة النطاقات، وكاميرا تلسكوبيّة، وجهاز مراقبة الغبار حول المرّيخي، وجهاز تحليل الطيف الكتلي، وأجهزة قياس المسافات بالضوء LIDAR.

وقدّم الدكتور فوجيموتو وأعضاءُ الفريق العلمي لبعثة استكشاف أقمار المرّيخ عرضًا تقديميًّا يحتوي على تفاصيل البعثة والأجهزة في الدورة الثامنة والأربعين من مؤتمر علوم الأقمار والكواكب. ونُشِر الملخَّصُ البحثي عن تفاصيل الرحلة وأهدافها مُسبقًا، والذي كان مخصَّصًا ليُعرَضَ في الدورة المقبلة من المؤتمر الأوروبي لعلوم الكواكب.

وستستفيد البِعثةُ من بعض الشراكات المُهِمَّة التي ترتبط بها منظّمة استكشاف الفضاء اليابانيّة«جاكسا.» إذ وقّعت جاكسا اتفاقيَّةً مع وكالة ناسا في شهر مارس/آذار الماضي تنصُّ على تضمين مطياف النيوترون وأشعَّة جاما في بعثة استكشاف أقمار المرّيخ. وفي شهر أبريل/نيسان الماضي، وقَّعَت جاكسا اتفاقيَّةً تنفيذيَّةً مع المركز الوطني للدراسات الفضائية في فرنسا تتيح لوكالة الفضاء الفرنسيّة المشاركة في البعثة أيضًا.

إذا سارت الأمور كما خُطِّط لها، فستمضي وكالة جاكسا العقدَ المقبلَ في جمع معلومات مهمّة تُجَسِّر بين نتائج البعثات السابقة إلى المرّيخ والقمر. تقدّم البعثات إلى القمر معلوماتٍ عن نشأة القمر وتاريخه، وتقدّم البعثاتُ إلى المرّيخ رؤيةً واضحة لتطوّر المريخ وطبيعته الجيولوجيّة وإذا ما كانت الحياة موجودة على سطحه. أمّا بعثة استكشاف أقمار المرّيخ فستكشف عن تاريخ الأقمار المرّيخية والمراحل الأولى من عمر المجموعة الشمسيَّة بالكامل. ومن الاقتراحات الأخرى التي تسعى منظّمة استكشاف الفضاء اليابانيّة إلى تقديمها: تطوير القمر الاصطناعي المستكشف لأقمار المشتري الجليديّة «جوس،» والتلسكوب الفضائي العامل بالأشعة تحت الحمراء لأغراض دراسة الفضاء الكوني وبحوث الفيزياء الفلكية «سبيكا.» وستساعِدُ هذه المقترحاتُ في دراسة أقمار جاليليو حول المشتري وفي أبحاث علم فلك الأشعة تحت الحمراء.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:30
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:16
العشاء 08:45