هل يمكن أن تصبح الحيوانات مدمنة على الكحول؟!
هل يمكن أن تصبح الحيوانات مدمنة على الكحول؟!

الخميس | 08/06/2017 - 12:37 صباحاً

 هناك الكثير من المقاطع المصورة على الإنترنت تؤكد أن حيوانات مثل الفيلة والقردة تحب تناول ما يصيبها بالُسكر. كما أن الأيائل من فصيلة الموظ تنتشي بأكل فواكه فاسدة، وتفعل طيور الأمر نفسه مع ثمار التوت المتجمدة، وكل هذه الثمار تعتبر بديلاً عن الخمور.

كما أن القنافذ تشفط الخمور التي توضع لها كفخ، وتلتهم حيوانات الرنة أنواعاً من الفطر تسبب الهلوسة. الكثير من هذه المقاطع موثق ومبرهن على صحته، ولكن القليل منها فقط هو الذي خضع للبحث.

فهل تناول حيوانات للكحول الموجود في الثمار والفطريات يحدث عن عمد؟ هل تتعرض الحيوانات للخطر جراء ذلك أم أنها تسعد وتنتشي به؟ هل هي حالات فردية أم أنه سلوك متوارث؟

أكثر ما يشغل الباحثين في هذا الشأن هو ما الذي نتعلمه من مملكة الحيوان بشأن سلوك الإنسان الإدماني؟ تعتبر هينريكه شولتس من الباحثين القلائل الذين بحثوا في هذا الموضوع، وهي متخصصة في علم الأحياء العصبي والسلوك بجامعة كولونيا الألمانية، وكذلك فولفجانج زومر خبير في الطب النفسي وراينر شباناجل باحث في علم العقاقير، وكلاهما بمعهد الصحة النفسية في مدينة مانهايم الألمانية.

ليس الهدف من وراء مختبر شولتس في كولونيا إنتاج أفلام كوميدية، حيث يُطعم الباحثون هناك ذباب فاكهة بالكحول ثم يراقبون رد فعل الذباب، "فعندما نقدم للذباب كحولاً ثم نتركه يفيق من تأثيره ونعود ونعطيه كحولا مرة أخرى فإنه يغير سلوكه" حسبما أوضح شولتس.

وأشارت شولتس إلى أن هذا الذباب يصبح تحت تأثير الكحول أكثر نشاطاً، ويحوم في المكان ويطير في منحنيات، ثم يسقط وقتاً ما ويظل على ظهره بلا حركة.

أوضحت شولتس أن هذا الذباب يحتاج وقتاً أطول قبل وصول درجة السكْر في المرة الثانية. وبررت ذلك بتكيف عملية تحويل الغذاء إلى طاقة "الأيض". وقالت إن تأثير هذا التكيف ينعكس على المخ أيضاً. كما تبين للباحثة أن "الكحول لا يغير عملية الأيض فقط، حيث إن تأثيره يظهر أيضاً في المخ".

فبمجرد إفاقة الذباب من تأثير الكحول، فإنه يريد العودة للحالة المريحة التي كان عليها؛ وذلك بفعل نظام المكافأة؛ أي أن ذباب الفاكهة أيضاً يمكن أن يصبح مدمناً. بل إن هذا الذباب يقبل بالتعرض في سبيل ذلك لما لا يرضيه حيث كان هذا الذباب مستعداً. فعلى سبيل المثال خلال التجارب لتحمل مواد مرة إذا كانت هذه المواد ستسمح له بالحصول على كحول، يُرى تشابها مع الإنسان.

وأكد فولفجانج زومر من معهد مانهايم للصحة النفسية، أن الباحثين يعرفون من مملكة الحيوان أن تعاطى الكحول يمر "بدءاً من دودة الأرض ومروراً بالفئران والجرذان ووصولاً للرئيسيات".

ويجري زومر أبحاثاً عن الأسس العصبية والجينية والسلوكية النفسية للإدمان. وركز زميله راينر شبانجال على حيوان زبابيات الشجر الثديي في ماليزيا، والذي لا يتغذى أثناء وقت الزهور سوى على رحيق بعض أشجار النخيل تقريباً، وهو الذي يبلغ الكحول نحو أربعة بالمائة، منه وهي نسبة تعادل زجاجة فودكا يومياً بالنسبة للإنسان؛ وذلك نظراً لوزن الحيوان الضئيل مقارنة بوزن الإنسان.

ومع ذلك فإن هذا الحيوان لا يبدي أي أثر للترنح تأثراً بالكحول، وهو ما يعتبره الباحثون تكيفاً لنظام الأيض لدى الحيوان مع الكحول بشكل يجعله يستفيد منه بشكل فعال. وخلافاً لبعض البشر، فإن الحيوانات، سواء ذباب الفاكهة أو زبابيات الشجر، تعرف حدودها في تناول الكحول. حيث اكتشف شولتس أن نسبة تصل إلى خمسة بالمائة من الكحول مغرية بالنسبة لذباب الفاكهة، وهي ما تعادل محتوى كوب من الجعة بالنسبة للإنسان.

وإذا زادت هذه النسبة فإن العواقب السلبية للشرب تصبح هي الغالبة على جسم الحيوان. لذلك لا تلمس ذبابة الفاكهة الثمار التي تزيد فيها نسبة الكحول عن النسبة الموجودة في الخمرة، "حيث إن هناك نوعا ما من التوازن في الطبيعة" حسبما أوضح شولتس.

ويفرِّق زومر بين تعاطي الكحول وإدمانه، قائلاً إن تعاطيه أمر عادي لدى الحيوانات، وإن البحث عن ثمار متخمرة وتحتوي بذلك على كحول كمصدر للطاقة "سلوك طبيعي جداً ومستقر في المخ ولا يحتاج لتعلم بالضرورة".

في حين أن الإدمان لا يكاد يوجد لدى الحيوانات، "فمعظم الحيوانات لا تستطيع الإدمان؛ لأنها ستصبح عندئذ ضحية لأعدائها".

المصدر: دويتشه فيله العربية.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:30
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:16
العشاء 08:45