دراسة تشير إلى استحواذ الطاقة المظلمة على المادة المظلمة
دراسة تشير إلى استحواذ الطاقة المظلمة على المادة المظلمة

الجمعة | 28/07/2017 - 09:33 مساءً

نشر علماء من جامعة روما وجامعة بورتسماوث ورقة بحثية في الجمعية الفيزيائية الأمريكية في يونيو/حزيران عام 2014، وتحدثت ورقتهم عن عملية امتصاص الطاقة المظلمة للمادة المظلمة بمعدل بطيء، وعزت التباطؤ الحالي في نمو البنية الكونية إلى اختفاء المادة المظلمة بفعل تلك العملية.

اكتشف علماء الفلك وعلماء الكونيات وجود المادة المظلمة حسابيًا، فرصد هذه المادة صعب للغاية ولهذا سميت بذلك. وتشكل الطاقة المظلمة نموذجًا مقترحًا لطاقة تنتشر في جميع أنحاء الكون، وتعد مسؤولة عن التمدد المتسارع للكون.

ما أهمية المادة المظلمة؟

ناقش علماء الكونيات في الدراسة مدى دعم البيانات الفلكية الحديثة لفكرة «نمو» الطاقة المظلمة أثناء تفاعلها مع المادة المظلمة، ما قد يساعد في فهم آلية تمدد الكون.

قال البروفسور ديفيد واندز، مدير معهد الكونيات والجاذبية في جامعة بورتسماوث «إذا سلمنا بأن الطاقة المظلمة تنمو والمادة المظلمة تتبخر فسينتهي بنا الأمر في كون كبير ممل، وفارغ.»

ويضيف البروفسور «توفر المادة المظلمة إطارًا تنمو البنى الكونية من خلاله، لكن المجرات المبنية على هذا الإطار فضلًا عن ما وجدناه في هذه الدراسة، تشير جميعًا إلى تبخر المادة المظلمة مبطئة بذلك نمو تلك البنى.»

ما الدور الذي تلعبه المادة المظلمة في فهمنا للكون؟

نتيجة تغير فهمنا للكون، يتغير كذلك نهجنا في السعي نحو المعرفة من جميع مناحيها. وفي العام 1998، رصد الباحثون مستعرًا أعظمًا سحيقًا أكثر خفوتًا مما ينبغي. وكانت أكثر التفسيرات قبولًا لهذا الاختلاف هي أن الضوء المنبعث من المستعر الأعظم سافر مسافة أكبر من تلك التي تنبأ به النظرييون. ما حمل الباحثون على هذا الاستنتاج بأنه: أثناء سفر ضوء المستعر الأعظم فإنه من المؤكد أن الفضاء تمدد بمعدل متسارع. وفسرت هذه الظاهرة لاحقًا بوجود طاقة مظلمة، ما أحدث ثورة في طريقة نظر المجتمع العلمي لبنية الكون وجوهر وجودنا.

إذا استمرت هيمنة الطاقة المظلمة على الكون، فإن رؤية المجرات الأخرى ستصبح معدومة تمامًا. حقوق الصورة: ناسا/ سي أكس سي/ إم. وايس
إذا استمرت هيمنة الطاقة المظلمة على الكون، فإن رؤية المجرات الأخرى ستصبح معدومة تمامًا. حقوق الصورة: ناسا/ سي أكس سي/ إم. وايس
وفي الوقت الحالي، يعتقد باحثون أن تباطؤ نمو البنى الكونية كالمجرات والعناقيد المجرية يعزى إلى تبخر المادة المظلمة. وستسمح المزيد من البيانات للباحثين كالبروفسور واندز بمعاينة آلية حدوث الظواهر الكونية المختلفة وتفاعلاتها بدقة أكبر.

قال واندز «أتيحت لنا حاليًا بيانات أكثر مما كان متوفرًا عام 1998، ويبدو أن النموذج العياري لم يعد قادرًا على الإحاطة بجميع هذه البيانات وتفسيرها، ونعتقد أننا وجدنا نموذجًا أفضل للطاقة المظلمة، غير أن الأدلة المتزايدة تقترح عدم قدرة هذا النموذج على تفسير النطاق الواسع من البيانات الفلكية التي حصل عليها الباحثون؛ وتحديدًا تلك المتعلقة بالتباطئ غير المتوقع في نمو البنية الكونية، والمجرات، والعناقيد المجرية.»

ومن الضروري أن نأخذ بالحسبان عدم ترسخ فهم كاف لطبيعة الطاقة المظلمة والمادة المظلمة بعد، ولكن بإتاحة المزيد من البيانات، سيتمكن باحثون كالبروفسور واندز، ودكتور ماركو بروني، وطلابهم من رسم بنية أكثر تفصيلًا للكون.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:30
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:16
العشاء 08:45