المزاج الجيد يسرع الشفاء من الأنفلونزا
المزاج الجيد يسرع الشفاء من الأنفلونزا

الإثنين | 02/10/2017 - 01:43 مساءً

التغيرات المناخية، خلال هذه الفترة من السنة، تزيد انتشار عدوى الأنفلونزا التي قد تتكرر الإصابة بها، في فترات متقاربة. وفي الوقت الذي يقتصر فيه الكثيرون على القيام بالتطعيمات والالتزام بتناول الأدوية، يوصي الأطباء بأهمية الحفاظ على مزاج جيد طوال فترة العلاج لتسريع التعافي من الأعراض.

 بون (ألمانيا) - كشفت نتائج دراسة حديثة أن ما قد لا يعرفه الكثيرون هو أن المزاج الجيد يمكن أن يكون طريقة فعالة للتغلب على مرض الأنفلونزا.

الشعور بصداع متقطع على مدى أيام والارتفاع الواضح في حرارة الجسم وآلام في العضلات، بالإضافة إلى الإحساس بألم واحتقان في الحلق وخروج السوائل من الأنف، قد تكون بعضاً من أعراض الإصابة بعدوى الأنفلونزا، التي تشتد في فصل الشتاء، غير أن دراسة حديثة، نشرها الموقع الألماني دوتشه فيله، توصلت إلى طريقة جديدة للمساعدة على مواجهة هذا المرض، بكيفية ترتبط أساسا بالمزاج العام للشخص.

فحسب هذه الدراسة الصادرة عن جامعة “نوتنغهام” البريطانية فإن الشعور بمزاج جيد أثناء فترة الإصابة بعدوى الأنفلونزا يمكن أن يزيد من التأثير الوقائي ضد هذا المرض. واعتمدت النتائج، حسب موقع ميديكل إكسبريس الطبي، على دراسة أجريت على أكثر من 138 شخصا من كبار السن يعانون من عدوى الأنفلونزا.
وقاس الخبراء المزاج السلبي والمزاج الإيجابي والنشاط البدني والنظام الغذائي وأيضا فترة النوم ثلاث مرات في الأسبوع على مدى 6 أسابيع للأشخاص المشاركين في الدراسة.
وقال الدكتور كافيتا فيدهار، من قسم الرعاية الأولية بالجامعة، إن "التطعيمات أيضا طريقة فعالة جدا للحد من احتمال الإصابة بالأمراض المعدية، لكن نقطة ضعفها تكمن في أن قدراتها على الوقاية من الأمراض تتأثر بقدرة الجهاز المناعي الذي يتأثر بدوره بالمزاج العام للشخص".
وأضاف "لذلك فإن الأشخاص الذين لديهم أجهزة مناعية أقل فعالية قد يجدون أن التطعيمات لا تعمل لديهم كما كانت في فترة الشباب".
وغير بعيد عن هذا الشأن، يشير فيدهار إلى أن الخبراء أدركوا خلال السنوات الماضية أن هناك عوامل نفسية وسلوكية، على غرار الإجهاد والنشاط البدني والنظام الغذائي، تؤثر على مدى فعالية الجهاز المناعي وأيضا على فعاليات التطعيمات المضادة للأنفلونزا.

لذلك ينصح الخبراء بالحفاظ على المزاج الجيد لتعزيز جهاز المناعة للتغلب على هذا المرض. وأظهرت بحوث أميركية أن أطعمة معينة تحتوي على مركبات كيميائية تؤثر على الجهاز العصبي وطبيعة المزاج عند الإنسان، وعدم تناول هذه الأطعمة قد يصيب بعض الأشخاص بالاكتئاب.

وأوضح الباحثون أن الكربوهيدرات تنشط عملية إنتاج مادة سيروتونين (وهي المادة الدماغية الرئيسة المسؤولة عن المزاج) التي يسبب نقصها الإصابة بالكآبة والإحباط عند البعض من الناس. وأشار هؤلاء إلى أن الكافيين والسكر قد يؤثران سلبيا على المزاج ويختلف هذا التأثير تبعا لكل شخص، موضحين أن أطعمة معينة وحساسيات كيميائية خاصة تحفز تفاعلات مزاجية أقوى، فإذا كان الشخص مريضا بالاكتئاب قد يكمن الحل في الطعام وحده وقد يستلزم الأمر الخضوع لعلاجات نفسية في بعض الحالات. توضح الأبحاث أن التواجد في بيئة طبيعية أمر مفيد للجسم والعقل، وخاصة بالنسبة إلى البيئة المائية، حيث إن مجرد النظر إلى الماء يساعد في القضاء على القلق ويهدئ الأعصاب. ويقول الأستاذ المساعد في علوم الصحة البيئية في جامعة بيركلي الأميركية الدكتور ريتشارد جاكسون، “قد يكون هذا بسبب لون المياه والأصوات التي تصدرها، ومهما تكن الأسباب، فالطبيعة البشرية تتطلب التواجد حول المياه".

وذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز التي نشرت التقرير أنه بينما لا يذهب الكثير من الأميركيين إلى البحر لعلاج أمراضهم، فإنهم يأتون بمستحضرات بحرية لاستخدامها في بيوتهم مثل الإنارة القريبة من الإنارة الطبيعية للشمس والغسولات الملحية ومغلفات طحالب البحر وأقنعة الطين للبشرة، وكذلك الاستماع إلى الأشرطة المهدئة التي تحتوي على أصوات الأمواج الهادئة. إلا أن اللجوء إلى الطبيعة بشكل مباشر يعتبر أفضل من جلبها إلى المنزل بالطبع.

وبحسب الأبحاث الحديثة فإن معظم الأفراد يفضلون رؤية الطبيعة التي تحتوي على الماء. ومنذ الستينات من القرن الماضي أظهرت الدراسات أن النظر إلى الماء يولد مشاعر إيجابية عند الأفراد، ما لم يكن ملوثا بالطبع أو داخل عاصفة. اكتشف باحثون أميركيون أن التفاؤل لا يحسن المزاج فحسب، وإنما يقوي جهاز ونظام المناعة أيضاً.

وأفاد موقع لايف ساينس الأميركي بأن دراسة أظهرت أنه كلما أصبح الإنسان أكثر تفاؤلاً تكاثر عنده عدد خلايا نظام المناعة لمحاربة الفيروسات والبكتيريا، أما عندما تتراجع نسبة التفاؤل فعدد خلايا المناعة يتراجع أيضا.

يذكر أنه للتدقيق في الرابط بين المناعة والتفاؤل طلب الباحثون من 124 شخصا ملء 5 استمارات وإجراء فحوص للمناعة على مدى سنة كاملة. ووفقاً لموقع فوكوس الألماني، فإن التخفيف من حدة الإرهاق يقي من الإصابة بفيروسات نزلات البرد، فالأشخاص المتفائلون والمنفتحون أقل عرضة للإصابة بها، وهو ما توصلت إليه الباحثة شيلدون كوهين -من جامعة كارنيغي ميلون في بيتسبرغ- في إحدى دراساتها المتعلقة بالمناعة النفسية ودورها في الوقاية من فيروسات نزلات البرد.

وكذلك غسل اليدين بشكل متكرر هو أفضل وسيلة للقضاء على الفيروسات حسب رأي الطبيب إيرنست تابوري -من المركز الاستشاري الألماني للصحة في فرايبورغ- ذلك أن 90 بالمئة من الفيروسات تصل إلى الجسم عبر اليدين، ويمكن القضاء عليها بغسل اليدين لمدة لا تقل عن ثلاثين ثانية بالماء والصابون.

وتزيد ممارسة الرياضة بانتظام المناعة، وتقلل إمكانية الإصابة بنزلات البرد باستثناء الرياضة القاسية، فالإجهاد الشديد يضعف جهاز المناعة، لذا ينصح خبراء الصحة بممارسة الرياضة عدة مرات في الأسبوع. ويمكن للكثيرين مكافحة نزلات البرد بالنوم الصحي، فهو وسيلة فعالة للحماية من الفيروسات الشديدة ويقوي المناعة، على أن تكون مدته كافية. ليس النوم الصحي وحده ما يعزز المناعة، بل التغذية الصحية أيضاً.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:28
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:17
العشاء 08:46