العلماء يبتكرون شِفرة اصطناعية تتحكم في الفيروسات
العلماء يبتكرون شِفرة اصطناعية تتحكم في الفيروسات

الأربعاء | 01/11/2017 - 03:34 مساءً

أدّى مشروع بحثيّ يُجريه علماء في جامعتَيْ «يُورْك» و«لِيدز» إلى اكتشاف كيفية كتابة شِفرة تَتحكَّم في التجميع الذاتيّ للفيروسات، وبعبارة أخرى: يَسَع أولئك العلماء حاليًّا كتابة شِفرة للتحكُّم في آلية عمل الفيروسات، ما سيُؤثر في مستقبل التَّحصين والعلاج الطبّيّ تأثيرًا كبيرًا.

استند الفريق في بحثه إلى دراسة سابقة حَدّدت كيف تَستخدِم الفيروسات شِفرة مَخفِيَّة في تعليماتها الجِينيّة لتَخليق البروتين، فاستطاع بذلك تحديد كيفية صياغة رسائل جينية وتشفيرها؛ والجدير بالذكر أن هذه الرسائل تُصاغ في صورة جزيئات «آر إن إيه،» لكنها لا تُحفِّز إنتاج البروتينات كالمعتاد، ولذلك لا تُعرِّض الجسم لأيّ خطر.

قالت الأستاذة ريدون تواروك -عالِمة أحياء رياضياتيّة في جامعة يُورك- في بيان صحفيّ «إذا أردنا تبسيط فكرة البحث بِتَمثيلها بأحد أنشطة (افعلْها بنفسك المنزلية،) فَلَنا أن نُمثِّلها بالحصول على تعليمات تَشرَح كيفية تركيب رفّ منزليّ، ثم استيعاب كل ما يَجعل هذا الرَّف مُحكَم التركيب عالي الكفاءة ثم استخدام تلك التعليمات لتركيب رفّ آخر بخشب أَفضل.»

من المأمول أن يُستفاد من هذا المشروع في ابتكار طريقة لتَلقيح الجسم بجُسَيْمات تُشبه الفيروسات في تركيبها الخارجيّ، لكنْ تختلف عنها في أنها مُجرَّدة من خصائصها الضارة، ولا تحوي إلا شِفرة التجميع التي تُتيح لها تكوين «قُفَيْصاتها.»

يَسَع هذه القُفَيْصة أن تُحفِّز الجهاز المناعيّ وتجعله يستجيب لها استجابةً تُساعِد الجسم على التغلُّب على الفيروس الحقيقيّ إذا ما تعرّض له يومًا؛ ويتيح هذا للعلماء استخدام تلك الطريقة لإدخال مادة دوائية في خلايا معينة، وهو أسلوب شبّهته ريدون «بحصان طروادة.»

تطبيق النظرية

تصلح الجهود التي بَذَلها العلماء في هذا المشروع من أجل عكْس هندسة الشِفرة الفيروسية للاستخدام في عدة تطبيقات طبّيَّة؛ ومِفتاح ذلك هو الإبقاء على السِّمات المفيدة لتلك الفيروسات، وإبطال قدرتها على الاستنساخ وتخليق البروتينات الضارة.

قال بيتر ستوكلي -أستاذ في جامعة ليدز- في البيان الصحفيّ «في الحرب العالمية الثانية أدَّت الحاجة إلى فكّ الشِفرات العسكرية الألمانية المعروفة باسم «إنِجما» إلى ابتكار الحَوْسبة الإلكترونية التي شَكّلت عالمنا الحاليّ، وهكذا يُحتمَل أن يؤدي الاكتشاف الجديد المتعلق بشِفرات التجميع الذاتيّ للفيروسات إلى تطبيقات تقنية عديدة، مثلما أثبتت الحواسيب الإلكترونية أن نفعها لا يقتصر على فك الشِفرات.»

وكما ذُكِر آنفًا، يؤكِّد العملاء أن أقرب تطبيق لهذه التقنية سيَكُون على الأرجح في التطبيقات العلاجية المُخصَّصة لِمَن يُعانون السرطان، وأنه يَصلُح أيضًا لصُنْع اللقاحات الاصطناعية؛ والخطوة التالية هي اختبار المبادئ والمفاهيم النظرية المَبنيّة على هذه الدراسة اختبارًا سريريًّا مُوجَّـهًا لحالات استخدام بعينها.

من المؤكَّد أنّ هذه التقنية لن يُتاح للبشر استخدامها في القريب العاجل، إذ قال ستوكلي وتواروك لموقع «فيوتشرزم» عبر البريد الإلكترونيّ «سيَمُر عامان أو ثلاثة في تقديرنا قبل أن تَكتمل تلك الدراسات ويُتاح للناس استخدام هذه التقنية؛» لكن لا ريب في أن هذا الإنجاز -وتطبيقاته المحتمَلة- يَرسم لمستقبل الطَّب صورةً مشرقة.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:30
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:16
العشاء 08:45