يوم قفز الأميركيون في الأنهار ومات الآلاف بسبب الحرارة
يوم قفز الأميركيون في الأنهار ومات الآلاف بسبب الحرارة

السبت | 25/05/2019 - 05:18 مساءً

خلال شهر يوليو 1911، كانت الولايات المتحدة الأميركية على موعد مع واحدة من أسوأ موجات الحر على مر تاريخها، فخلال 11 يوما فقط تسببت درجات الحرارة المرتفعة في وفاة الآلاف، وعطّلت الحياة اليومية للأميركيين وكبّدت البلاد خسائر مادية جسيمة. وأثناء فترة غابت فيها أجهزة التكييف وافتقرت مناطق عديدة للتيار الكهربائي، حاول الأهالي التأقلم مع هذه التقلبات بطرق غريبة بلغت حدّ الانتحار.

صورة من مدينة نيويورك مطلع القرن العشرين

وخلال الأسبوع الأول من شهر يوليو 1911، عاش الساحل الشرقي الأميركي على وقع ارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة. فبعد طقس معتدل تميّز به شهر يونيو، سجلت حرارة الطقس ارتفاعا بأكثر من 11 درجة بعدة مناطق كانت أبرزها مدن نيويورك وفيلادلفيا وبوسطن والتي شهدت بالتزامن مع ذلك تزايدا مذهلا لعدد الوفيات.

 

صورة ملونة اعتمادا على التقنيات الحديثة لأحد أحياء نيويورك مطلع القرن العشرين

بدأت موجة الحرارة بشرق الولايات المتحدة الأميركية يوم 4 يوليو 1911 حيث تجاوزت درجات الحرارة الأربعين درجة بأغلب المدن. فبولاية رود آيلاند ارتفعت الحرارة أكثر من 10 درجات خلال نصف ساعة وبالتزامن مع ذلك عاشت مدن نيويورك وفيلادلفيا على وقع حالة من الفوضى حيث تدافع الناس في الشوارع للاحتماء من أشعة الشمس كما تعطل عمل مؤسسات البريد والسكك الحديدية بكامل أرجاء منطقة نيو إنجلاند.

صورة لعدد من العمال وهم بصدد تقديم المياه لأحصنتهم لمجابهة موجة الحر لعام 1911

ولم تكن المدن الأميركية مؤهلة للتعامل مع موجات الحرارة ففي نيويورك غادر عدد كبير من الأهالي منازلهم ولجأوا نحو المتنزهات للاحتماء والنوم تحت ظل الأشجار. وعلى حسب المشهد الذي نقلته جريدة نيويورك تريبيون (New-York Tribune) حينها، تصرّف سكان نيويورك بطرق غريبة حيث عمد البعض لمهاجمة رجال الشرطة وأغلقت المدارس أبوابها وتعطلت حركة المرور بالمدينة وامتلأت الشوارع بالخيول التي نفقت بسبب عدم قدرتها على تحمل أشعة الشمس الحارقة. وبمدينة بوسطن التابعة لولاية ماساتشوستس (Massachusetts)، فضّل الآلاف مغادرة منازلهم ليلا والنوم بالشوارع تزامنا مع ارتفاع عدد الوفيات الليلية في صفوف الأطفال.

صورة لعدد من الأطفال الأميركيين وهم يسبحون بإحدى النافورات لمجابهة موجة الحر خلال عام 1911

ولمجابهة الحرارة المرتفعة عمد الكثير من الأميركيين لإلقاء أنفسهم بالوديان والأنهار وبرك المياه، وقد أدى ذلك لوفاة 200 شخص غرقا. وعمدت العديد من المصانع لإغلاق أبوابها بسبب ارتفاع نسبة وفيات العمّال واتجهت السلطات الأميركية لفتح صنابير إطفاء الحرائق واستعانت بسيارات الحماية المدنية لتبريد الشوارع. وأمام عدم قدرتهم على تحمّل الحر الشديد، لجأ عدد من الأميركيين، خاصة المرضى النفسانيين، نحو حلول بائسة حيث حاول البعض وضع حد لحياتهم لإنهاء معاناتهم مع درجات الحرارة المرتفعة.

صورة لرجل وهو بصدد تبريد نفسه بمدينة نيويورك سنة 1911

وفي حدود يوم 7 يوليو 1911، انخفضت درجات الحرارة بشكل طفيف وفي المقابل بقيت نسبة الرطوبة مرتفعة لتتسبب في سقوط مزيد من الضحايا فضلا عن ذلك شهدت الأيام التالية ظهور عواصف رعدية تعرض خلالها البعض لصعقات برق.

استمرت موجة الحر لنحو 11 يوما، ففي حدود يوم 15 يوليو 1911 استقرت درجات الحرارة عند مستواها العادي وفي المقابل أدت هذه الظاهرة لوفاة نحو ألفي شخص كان جلّهم من الطاعنين في السن والأطفال حديثي الولادة، وبمدينة نيويورك وحدها بلغ عدد ضحايا موجة الحر 211 حالة وفاة، كما تحدّثت مصادر أخرى عن نفوق المئات من الأحصنة.

صورة لأهالي نيويورك أثناء احتمائهم من أشعة الشمس تحت أشجار أحد المنتزهات

صورة التقطت يوم 4 يوليو 1911 لعدد من أطفال نيويورك أثناء احتمائهم تحت ظل احدى البنايات



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:30
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:16
العشاء 08:45