هل تحولت مدراسنا لقنابل موقوتة؟
هل تحولت مدراسنا لقنابل موقوتة؟

الثلاثاء | 07/05/2013 - 11:14 صباحاً

  تقرير:   الصحفي معاذ العملة  و الصحفية رام خالد

 

"صفوفنا مسابح في الشتاء، لا احد يسأل عنا الكل ينتظر مصيبة  انهيارها" بهذه الكلمات عبر الطالب محمد موسى من مدرسة ذكور قبلان الثانوية جنوب نابلس عن حال مدرسته المهددة

254428_432560033447864_560039830_n.jpgبالسقوط، والتي يزيد عدد طلابها عن 300 طالب.

تعاني مدارس كثيرة في الضفة الغربية من أهتراء وعدم صلاحية عدد كبير منها، وتعد مدرسة قبلان عينة من هذه المدارس التي تنتظر من ينقذ أرواح أولادها المهددة بالهلاك بأي لحظة.

"أقوم بتجهيز أولادي في كل صباح وأودعهم وقلبي يرتجف عليهم" هذا هو حال ( أم احمد) أم لثلاثة أولاد في مدرسة قبلان الثانوية.

 
وتوضح أم أحمد "لم أعلم خطورة وضع المدرسة  قبل أن أستيقظ في  منتصف أحدى الليالي على صراخ  ابني أيمن (14)عام وقال بأنه  شاهد كابوس مزعج عن انهدام مدرسته وهو في داخلها، وفي الصباح حاولت معرفة بعض التفاصيل، وتبين لي أن مقعده الدراسي كان  بجانب أحد شقوق المدرسة، لم يكن بيدي سوى الدعاء إلى الله بحماية أولادي.

يستنكر الطالب عبد اللطيف حسن في الصف العاشر سكوت الجهات المختصة عن وضع المدرسة ويكمل وعلامات الاستغراب تبدو على وجهه اشعر دائما بالخوف ففي الامس وقوعت قطعة كبيرة من ارضية الصف واصبح أسفله حفر مظلمة والصف كأنا معلق في الهواء.

 

هل أصبحنا لا مبالين بأولادنا؟!

58733_432560306781170_2102934907_n.jpg

توجهت إلى مدير المدرسة الذي يعد المسئول الأول عن طلاب المدرسة، رفض الحديث وقال لن أتكلم بأي حرف دون كتاب رسمي، واكتفى بتوجيهنا إلى مديرية التربية والتعليم. 
   توجهت إلى المسئول الأول والأخير، مديرية التربية والتعليم – جنوب نابلس، وبعد عدة ساعات من النقاش والتنقل من شخص إلى أخر، رفضت التربية منحنا كتاب للعمل على التقرير بشكل نهائي.

من جهته يؤكد رئيس بلدية قبلان هشام الازعر أن وضع المدرسة الحالي غير مستقر وأن سلامة الطلاب هي اولوية بالنسبة للجميع، لذى يقع على عاتق الجهات الحكومية المعنية ومؤسسات المجتمع المدني السعي بشتى الوسائل من اجل بناء مدرسة بديلة وبناءا على ذلك فأن البلدية ستقوم بتشكيل قوة ضغط ومناصر للعمل على الموضوع، ويبقى التحدي الأكبر في إيجاد من يمول بناء المدرسة.
ويتسأل هل أصبحت مدارسنا قنابل وموقوتة؟ ونحن لا نفعل شيء شو انتظار الكارثة لذا يحب على الكل والوقوف لأجل بناء مدرسة جديدة والحفاظ على أرواح شبابنا.

 

أين الممول؟


يوضح رئيس قسم الشؤون المالية والإدارية في بلدية قبلان السيد (علي قاسم) " توجه قسم الهندسة في البلدية وقام بفحص المبنى ، وتبين من خلال الفحص عدم إنشاء البناء وفق المواصفات الهندسية، وعلى ذلك قامت البلدية برفع توصية إلى مديرية التربية والتعليم، وجاء الرد بالموافقة، لكن ما زال الملف مجمد.

ويضيف قاسم في الوقت الحالي نحتاج بشكل عاجل إلى أيجاد حل عملي للموضوع  لحل المشكلة  ويمكن أن يكون  ببناء مدرسة جديدة التي قدرت البلدية كلفتها بحوالي مليون دولار، لكن يبقى أيجاد تمويل بناء مدرسة جديد هو العائق الأكبر.  


الباب مفتوح على مصرعيه


يوضح أخصائي علم الاجتماع  إياد الأقرع من خلال مشاهدتي الصور تبين لي أن الهيئة العامة للمدرسة من الطبيعي أن تقوم بإنتاج تأثير سلبي على نفسية الطلاب،  حيث أن ارتباط الصورة السيئة للمدرسة ربما ستثير توتر لدى الطالب، وبالتالي تعمل على إثارة نوع من الترهيب النفسي الذي يمكن أن يؤثر على حافزيه الطالب بالتوجه إلى المدرسة.

 
ويضيف الاقرع أن تلقي التعليم الصحي  يعمل على زيادة كفاءة العملية التعليمة من خلال التأثير الايجابي التي تتركه البيئة السليمة على نفسية الطالب، فالتعليم الأكاديمي مرتبط بشكل كامل مع الحالة النفسية لطالب المدرسة.

الدفاع المدني يلبي النداء

فور أبلاغ الدفاع المدني بموضوع المدرسة تحركت وحدة مختصة من أدارة السلامة والوقاية في الدفاع المدني، وقام الطاقم المسئول  بمعاينة المكان.

ويوضح مدير العلاقات العامة في الدفاع المدني /نابلس الملازم أول محمود مصلح أن هنالك هبوط في التربة، أدى ذلك إلى حدوث شقوق وتصدعات لا توصف بالكبيرة، لكن أن لم يتم تدارك الموضوع  وأيجاد الحلول المناسبة يمكن أن تتفاقم المشكلة لتصبح تشكل خطر على حياة

398497_432558376781363_12270000_n (1).jpgالطلبة.

ويضيف مصلح بدورنا كدفاع مدني قمنا بالرفع كتاب إلى مديرية التربية والتعليم في جنوب

398497_432558510114683_948595374_n.jpgنابلس شرحنا فيه المشكلة، طالبنا المديرية باتخاذ أجرئيات عاجلة لحل الموضوع.

وحول إيجاد حل عملي للموضوع يوضح الملازم محمود أن أمكانية الحل يمكن أن تكون من خلال تكليف مكاتب هندسية استشارية تتكفل في البحث في الموضوع ووضع الحلول المناسبة

398497_432558510114683_948595374_n.jpgلمشكلة المدرسة.


دراسة خاصة

تؤكد الباحثة في مركز الدراسات التطبيقية التربوية (مهدية البجة) أن الجو المدرسي العام يؤثر على حالة التلميذ الانفعالية وعلى تحصيله الدراسي, وقد يكون الجو العام الصالح من أهم دوافع الطالب لتعليم، وفي ظل المتغيرات الكبيرة والسريعة في العالم وخاصة التقدم التكنولوجي والعلمي وأهمية البحث العلمي في التطوير والبناء، يحتاج الشعب الفلسطيني لمعرفة مدى ملاحقته للتطور والتقدم العالمي، ومدى إمكاناته المادية المتاحة، وما هي المشكلات التي  تعيق.ذلك التطور، وما هي الخطط التطويرية للتحسين وحل المشكلات

404709_432559536781247_114595332_n.jpg

 وتضيف البجة نجد إن التعليم حق إنساني من واجب الحكومة الفلسطينية أن تضعه في أولى موازناتها السنوية وأن تخصص له أعلى الموازنات، ويجب أن يعاد للتعليم دوره ومكانته العالية، وبذل كل الجهود لزيادة الاهتمام بتطوير المدارس وأعدادها لتتناسب مع احتياجات الطالب النفسية والاجتماعية والثقافية وغيرها".

577079_432558933447974_310402577_n.jpg 



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:30
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:16
العشاء 08:45