هل فكرت يومًا ما في أسباب زرقة لون العين؟ هل تظن أن زرقة العين حِكرًا على الآسيويين أو الأوربيين؟ إن كانت كذلك، فما موقف الأفارقة الذين يملكون أعينًا زرقاء؟ موقع Face2Face Africa نشر تقريرًا أعده أديجي أديمولا، المهتم بالشؤون السياسية في غرب أفريقيا، يجيب عن هذه التساؤلات.

يستهل أديمولا تقريره بطرح سؤالين: هل سبق أن رأيت رجلًا أو امرأة سوداء بعينين زرقاوين؟ ماذا كان رد فعلك الأوَّلي؟ ويجيب: «لقد كدت أن أغيب عن الوعي عندما رأيت سيدة أفريقية ذات أعين زرقاء منذ 25 عامًا، بينما كنت في طريقي إلى المنزل عائدًا من المدرسة. كان اعتقادي الأول أنها حورية البحر. النظر إليها من بعيد كان مخيفًا، ولكن عندما اقتربت منها، بدت السيدة في غاية الجمال وإثارة الاهتمام».

شعر أشقر وعينان زرقاوان يتسببان في صدمة رجل

هذه التجربة ليست مختلفة تمامًا عن رد فعل أبوين نيجيريين، أنجبا طفلة ذات شعر أشقر وعينين زرقاوين في لندن قبل عدة سنوات. صُدِم الأب عندما رأى الطفلة، وإذا لم يكن يثق بزوجته بدرجة كبيرة، كان من الممكن أن ينهار زواجهما، على الأقل حتى يؤكد اختبار الحمض النووي أبوته للطفل.

ويضيف أديمولا: «واليوم، يعتقد كثيرون أن أولئك الذين لديهم أعين زرقاء أو أعين أخرى غير بنية ليسوا من أصل أفريقي، وإن كانوا، فلا بد أنهم يرتدون عدسات لاصقة. وهناك مخاوف أخرى أُعرِبَ عنها فيما يتعلق بالأشخاص ذوي الأعين الزرقاء».

ويعتقد البعض أن الأشخاص ذوي الأعين الزرقاء أشرار. ويريد آخرون معرفة ما إن كان الأشخاص ذوو الأعين الزرقاء يفتقرون إلى التركيز، أو يرون جيدًا، أو أن لون أعينهم يؤثر في مستوى سمعهم. بعض هذه المخاوف لا تستند إلى أدلة، ولكن تخمينات أخرى، مثل تأثيرها في السمع، تبدو صحيحة، بحسب التقرير.

بوجه عام، وخلافًا لما يراه الكثير من الناس، فإن امتلاك أعين زرقاء ليس حكرًا على عِرق بعينه: إذ يمكن أيضًا أن يكون لدى الأفارقة السود أعين زرقاء، وهناك العديد من التفسيرات لهذا الأمر.

طفرة جينية مسؤولة عن زرقة أعين البشر

أولًا، يمكن أن يكون لدى المرء عينان زرقاوان نتيجة طفرة جينية. وكما أوضح موقع «livescience.com» «فإن طفرة ظهرت منذ 6 آلاف إلى 10 آلاف سنة، كانت مسؤولة عن اللون الأزرق الذي يصبغ عيون الناس الذين على قيد الحياة على سطح الأرض اليوم.

كان هذا كشفًا توصل إليه فريق من الباحثين من جامعة كوبنهاجن. الفريق، الذي نُشِر بحثه في مجلة «Journal of Human Genetics»، حدد طفرة جينية واحدة في جين يُدعَى «OCA2»، الذي ظهر بالصدفة في مكان ما حول الساحل الشمالي الغربي للبحر الأسود في فرد واحد، منذ نحو 8 آلاف سنة.

تصبح الأعين زرقاء أيضًا، عندما يكون لدى شخص من أصل أفريقي، أقارب قوقازيون من كلا طرفي الأسرة، حاملين للجين لذلك اللون المحدد للعين.

ويستطرد الكاتب: بخلاف الطفرة الجينية، يمكن أن تكون الأعين الزرقاء أيضًا ناجمة عن متلازمة واردينبيرج (طفرة جينية بشرية تؤدي إلى امتلاك الفرد عينين زرقاوين، لكنه ربما يتعرض إلى درجات متفاوتة من الصمم وغيره من الاضطرابات)، ذلك الخلل الموروث من أحد الوالدين ممن ربما تظهر عليه سمات مماثلة.

وهناك أنواع أخرى من متلازمة واردينبيرج، ولكنَّها في الأساس مرض نادر يتسم بالصمم الحسي العصبي، المرتبط بشذوذ وعيوب صباغية في أنسجة مشتقَّة من مجموعة من الخلايا العصبية، التي تتكون في المراحل الجنينية في الفقاريات.

البعض أشار أيضًا إلى أن الأعين الزرقاء هي نتيجة للتزاوج القديم مع النياندرتال (الإنسان البدائي الذي استوطن أوروبا وأجزاء من غرب آسيا وآسيا الوسطى)، الذي انقرض منذ نحو 25 ألف عام.

نظرية أخرى أوردها موقع «Afritorial» تنص على أن الشعر الأشقر والأعين الزرقاء ظهرت بسبب آلية يُطلَق عليها «اختيار نوع الجنس»، إذ يختار الذكور والإناث رفقاءهم بناءً على خاصية جسدية غير عادية، لا ترتبط بالضرورة باللياقة البدنية.

الأعين الزرقاء ليست دليلًا على شيطانية صاحبها

يضيف التقرير: تجدر الإشارة مع ذلك، إلى أن امتلاك أعين زرقاء ليس أمرًا شيطانيًّا أو شريرًا، والطريقة الوحيدة لمعرفة ما إن كان لدى شخص ما عينان زرقاوان طبيعيتان أو اصطناعيتان هو سؤال الشخص نفسه.

ويختتم الكاتب تقريره بالقول: «هناك الكثير من المشاهير السود البارزين ذوي ألوان أعين طبيعية غير سوداء أو بنية، منهم المطربة ريهانا، والممثلة تايرا بانكس، والمغنية الأمريكية فانيسا ويليامز، وغيرهم. ويكثر الأفارقة ذوو الأعين الزرقاء أيضًا في جميع أنحاء أفريقيا، بما في ذلك في جنوب السودان، وجنوب أفريقيا، ونيجيريا، وأوغندا وغيرها».