في الـ23 من شهر سبتمبر من كل عام يقام في مدينة كومانو اليابانية مهرجان للفرش يتم خلالها جلب الفرش المستعملة من جميع نواحي اليابان وإحراقها في مكان عام، ليس للتخلص منها، ولكن لتكريمها كونها سبب رفاهية وازدهار المدينة.

السيد تاكيموري وهو رئيس إحدى شركات صنع الفرش في كومانو يقول أن 80 بالمائة من العائلات هنا تدير شركات لصناعة الفرش. وسط المدينة تجد أشهر نصب تذكاري في كومانو يعرف باسم لوحة "فوديزوكا" كذكرى لصناع الفرش الأولين كتب عليها " فرشاة تتمايل مع ريح من القلب"

تشتهر كومانو بصناعة الفرش ذات الجودة العالية، وتعتبر صناعتها في اليابان فن تقليدي، ولا تزال تصنع يدوياً إلى يومنا هذا. من مجموع 27 ألف نسمة من سكان كومانو يشتغل 1500 نسمة منهم في صناعة الفرش، وتنتج المدينة 80 بالمائة من مجموع الفرش التي يتم انتاجها في اليابان.
 
عندما فازت اليابان في كأس العالم لكرة القدم النسائية في عام 2011، قدم رئيس الوزراء ناوتو كان لأعضاء الفريق مجموعة من فرش الماكياج المصنوعة في كومانو .

تاريخ تجارة الفرش في كومانو

بدأت صناعة الفرش في كومانو قبل حوالي 160 عاما،  قبل نهاية حكم إيدو ( 1603-1867 )، في هذه المنطقة الجبلية تقل الأراضي المسطحة الصالحة للزراعة وكان من الصعب على السكان كسب قوتهم خلال موسم الشتاء وكان الرجال ينتقلون إلى محافظة نارا البعيدة من أجل العمل في مجال الغابات، وكانوا يشترون هناك الفرش الخاصة بالكتابة ويعيدون بيعها عند العودة إلى كومانو.

حوالي عام 1840، قرر عدد قليل من المزارعين تعلم صناعة الفرش بأنفسهم، فجمعوا عدة تقنيات كانوا قد تعلموها خلال سفراتهم المتعددة، وخرجوا بطريقة فريدة لصناعة الفرش.

في عام 1877، أدى قرار الحكومة اليابانية الخاص بإلزام التعليم بما فيه تعليم فن الخط إلى زيادة الطلب على الفرش الخاصة بالكتابة.

وبدأت عندها فرش كومانو تشتهر لجودتها وأصبحت علامة تجارية كبيرة.

في الآونة الأخيرة، انخفض الطلب على فرش الكتابة، فركزت شركات صنع الفرش في كومانو على صناعة الفرش الخاصة بالمكياج والرسم مع اعتماد نفس التقنيات التقليدية اليدوية، ونفس المواد إذ يتم  صناعة معظم الفرش من شعر الحيوانات، مما يجعلها حريرية ولينة. ويتم تصدير فرش كومانو عبر العالم وتعرف كعلامة لأجود الفرش.