كفّوا عن عرض أطفالكم على الفايسبوك!
كفّوا عن عرض أطفالكم على الفايسبوك!

الأحد | 29/06/2014 - 09:20 صباحاً

يُزَفّ خبر الولادة فتعمّ الفرحة الوالدَين وينتشر الخبر السعيد في العائلة وبين الأقرباء والأصدقاء والجيران، يرغب الجميع في رؤية الطفل، فيقوم أهله بالتقاط الصورة العائلية التي تجمعهم به، ونشرها على مواقع التواصل الإجتماعي، وأبرزها "فايسبوك"، إذ بيّنَت دراسة قام بها موقع "بوستيريستا" (Posterista) البريطاني المتخصص بتنسيق وهندسة الصور والمنشورات في آب 2013، أن أول صورة للمولود الجديد تظهر بعد أقل من ساعة واحدة فقط على بداية حياته!

 

صور الأمير جورج زادت من صور الأطفال عالمياً

منذ 22 تموز 2013، اليوم الذي وُلِدَ فيه الأمير جورج وانتشرت صوره على الإنترنت، وهو ابن الأمير ويليام دوق كامبريدج وكاثرين دوقة كامبريدج، تضاعفت صور الأطفال عالمياً على الإنترنت بزيادة بلغت 74%، إذ تبين في الدراسة عينِها التي استطلعت 2367 والداً ووالدة لأطفال يبلغون من العمر 5 سنوات وأقل، أن أكثر من ثلثَي الأهل قد نشروا هم أيضاً صورة لمولودهم بعد فترةٍ قصيرةٍ جدّاً على ولادته، وهي أقل من ساعة، وأن 62% من الصور للطفل تكون مزوَّدة من قِبَلهما، 22% من الأقرباء في العائلة و16% عبر الأصدقاء، وأغلبها تنتشر على موقع "فايسبوك" يليه تحميل "إنستغرام".

ما هي الدوافع لنشر صور الطفل؟

تؤكد الأم "الجديدة" نادين ج. أنها تلتقط صوراً لابنتها من حينٍ لآخر "كي يراها جدُّها وجدّتها وأخوالها وعمّاتها، خصوصاً أن منهم من يعيش خارج لبنان"، إذ تشير إلى أن "فايسبوك" يقلّص المسافات "فيراها والداي عبر صفحتي ويعرفان تطورات نموها على الرَّغم من سكنهما في الضيعة"، كما تضيف أنها تعبّر عن محبتها لابنتها من خلال تصويرها ونشر صورها الجميلة على الإنترنت. أما الوالدان فؤاد وندى اللذان رُزقا بابنهما في الصيف الماضي فيأخذان المسألة في منحى جدي أكثر، ممتنعَين عن نشر الصور لابنهما بطريقةٍ عشوائية، إذ يقلّلان من عرض صوره على الفايسبوك وينشران صورة واحدة فقط في الشهر الواحد، لدرجة أن مقرّبيهما أصبحوا يطالبون بالمزيد من الصّور عنه، وتُخبر ندى أنها لا تريد أن تعرض ابنها "وكأنه شيئاً أو دميةً أو سيارة، هذا لا يعني أني أنتقص من قيمة الأهل الآخرين الذين يصوّرون أطفالهم، ولكن أنا لا أحبّذ أن أعرض حياته أمام الجميع، فهو لديه مستقبل وهذه الصور قد تؤثّر عليه في مراهقته." سارة م.، من ناحيتها، تعوّل على الفايسبوك لتخلق سيرة حياةٍ كاملة لابنتها، ولا ترى في الأمر خطورة: "من خلال الفايسبوك، أوثّق كل شيء في حياة ابنتي، وهو مكانٌ مثالي لعرض الصور والذكريات وفق تاريخها، فأين الخطر في ذلك؟" لافتةً إلى أن ابنتها مارتين تبلغ من العمر 5 سنوات وهي تستمتع بأن تتصور وتأخذ "بوزات"، وعند طرح مسألة الخصوصية، تجيب أن "من هم "أصدقاء" لي يرَون الصور فقط."

الأم تحقق ذاتها من خلال صور طفلها!

توضح المعالِجة النفسية والأستاذة في جامعة سيدة اللويزة (NDU) ماري خوري لـ"النهار" أنه عندما تُكثر الأم من نشر صور طفلها على مواقع التواصل الإجتماعي "يكون ذلك نتيجةً لفخرٍ مبالغٍ به وشبه مرضي، أي وكأنها تقول: إبني أنا وبس..! وأنه لا يوجد أحدٌ أجمل أو أفضل منه"، وتضيف أنه عدا عن ذلك تستعمل صورَه لتحقيق ذاتها "إذ من خلال نشر كل هذه الصور الإيجابية كالنشاطات الترفيهية والشهادات المدرسية... تحقق الأم ذاتها وترفع من ثقتها بنفسها من خلال ابنها أي بالوكالة، وتذهب أحياناً لدرجة خلق منافسة بينها وباقي الأمهات حول ماهية صور أطفالهم."

ترى خوري أن الإيجابية في الأمر تكمن في "الشهرة" التي يحصل عليها الطفل، فيما يواجهه من جهةٍ أخرى اغتصابٌ حقيقيٌ لخصوصيته يمسّ هويتَه، "خصوصاً إذا ما أخذ أحدهم المعلومة المتوفرة ألا وهي الصورة، وترجمها بطريقةٍ مغايرة للواقع أو تلاعب بها أو استغلها في مكانٍ آخر، ففي ذلك فضحٌ للأسرار والحميمية." من هنا، تنصح بالإبتعاد عن مواقع التواصل الإجتماعي لعرض صور الطفل، وبأن يحصل التبادل بالصور بين أفراد العائلة فقط، أي في حلقات ضيقة ليست في متناول الجميع، مشيرةً إلى أن ذلك "يؤدي للمحافظة على الروابط العائلية التي هي أساس سعادة الإنسان."



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:18
الظهر 12:36
العصر 04:17
المغرب 07:23
العشاء 08:54