يتسبب ملح الطعام بوفاة أكثر من 1.6 مليون شخص سنوياً حول العالم، وذلك يرجع لما يُحدثه من الأمراض القلبية والوعائية التي تنتج عن الإفراط في استخدامه في الوجبات الغذائية، بحسب دراسة علمية حديثة.  

ونبهت الدراسة بدورها إلى أن البشرية تستخدم في وجباتها اليومية ضعف الكمية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية من الملح، مع اختلافات محدودة بين بلد وآخر. 

  أمّا عن كمية الملح التي يفترض استخدمها، فيجب ألا تتجاوز نصف ملعقة شاي (أي حوالي 2.3 غرام من الصوديوم الموجود في الملح) للشخص يومياً، أمّا متوسط استهلاك الإنسان لملح الطعام، فهو يفوق ضعف هذه الكمية بحسب الإحصاءات، والسبب في ذلك أن الإنسان يحصل على أكثر من 75% من الملح اللازم من طعامه وشرابه بشكل طبيعي، وبالتالي فإن إضافة ملح الطعام للوجبات تجعله يستهلك كمية تفوق التوصيات. 

  وتقول الدراسة، بإن الملح يتسبب بوفاة حوالي 10% بسبب الأمراض القلبية والوعائية حول العالم، أي ما يمثل 1.6 مليون شخص حول العالم، وأكثر من 57 ألف وفاة سنوية في أميركا وحدها. 

  وبحسب الدراسة، فإن سكان آسيا الوسطى يستهلكون الكمية الأكبر من الملح عالمياً، في حين ينخفض الاستهلاك إلى مستوياته الأدنى في إفريقيا (خصوصاً دول جنوب الصحراء الإفريقية). 

  أما في أميركا، فيستهلك السكان ضعف الكمية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية، وتحدث الأغلبية الساحقة من الوفيات بفعل الملح -حوالي أربعة من كل خمسة وفيات بسبب الملح- في البلدان الفقيرة والنامية.  

ويحوي الملح على الصوديوم والذي يتسبب الاستهلاك الزائد منه في الملح بارتفاع ضغط الدم، ما يُحدث بدوره النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وهي الأمراض التي تعد السبب الأول للموت حول العالم، بحسب ما يعلق الدكتور داريوش موظفريان، مؤلف الدراسة، ويضيف: "أظهرت البيانات أن التقليل من تناول الملح أدى إلى تخفيض ضغط الدم، خصوصاً عند المتقدمين في السن وأصحاب البشرة السوداء وعند المصابين بارتفاع الضغط بشكل خاص".