البدأ ببناء أضخم تلسكوب في العالم
البدأ ببناء أضخم تلسكوب في العالم

الإثنين | 20/10/2014 - 08:10 صباحاً

بعد سنوات من وضع المخططات والبرمجيات الهندسية، بدأ أخيراً بناء تلسكوب هاواي الذي تصل تكلفته إلى 1.4 مليار دولار، حيث سيوفر تلسكوب (TMT) قوة لا مثيل لها لعلماء الفلك ليتمكنوا من مراقبة النجوم بدقة تصل إلى 10 أضعاف دقة تلسكوب (هابل).

تم تصميم التلسكوب ليكون قادراً على رصد الأجسام التي تقع مابين موجات الأشعة فوق البنفسجية القريبة وموجات الأشعة تحت الحمراء المتوسطة (أي في المجال الذي يقع بين الأطوال الموجية 0,31 و 28 ميكرون)، كما أنه سيكون مزوداً بنظام لإزالة الضباب الناجم عن الغلاف الجوي للأرض، وسيكون قادراً على رصد مجموعة واسعة من المشاكل الفيزيائية الفلكية، ومن بين الأهداف الرئيسية التي يسعى العلماء لتحقيقها من خلال هذا التلسكوب هي دراسة الطاقة المظلمة، والمادة المظلمة، وإجراء الاختبارات على النموذج القياسي لفيزياء الجسيمات، والوصول إلى توصيف للنجوم والمجرات الأولى في الكون، واكتشاف كواكب خارج المجموعة الشمسية وتوصيفها، وتفسير الروابط بين الثقوب السوداء الفائقة الكتلة وبين المجرات، والتعرف على فيزياء الكوكب وكيفية تشكل النجوم وحتى البحث عن الحياة على كواكب خارج النظام الشمسي.

لم تخلو المرحلة التخطيطية لبناء التلسكوب من المعوقات، حيث أن المكان الذي تم وضع التلسكوب فيه على قمة بركان ماونا كيا في هاواي، يعتبر أرضاً مقدسة بالنسبة لبعض سكان هاواي الأصليين ، وقد استطاع المحتجون تأخير حفل وضع حجر الأساس للتلسكوب لفترة وجيزة عن طريق قطعهم للطريق، إلّا أنه تم المتابعة بالخطة المرسومة كما هي، وتعتبر قضية موقع التلسكوب إحدى أهم القضايا التي تبرز فيها جدلية “التقاليد في مواجهة التكنولوجيا”، وبالنتيجة تم تجاهل التقاليد على حساب التكنولوجيا.

سيصل قياس قطر السطح العاكس لهذا التلسكوب إلى حوالي 30 متراً تقريباً، ولكن ما يميزه حقاً هو وجود نظام المرايا الذي يسمى نظام “البصريات التكيفية”، حيث يعمل هذا النظام على معالجة المشكلة التي تواجه معظم التلسكوبات الأرضية، المتمثلة بالطبقة السميكة من الهواء في الغلاف الجوي، وأنماط الرياح المضطربة والرطوبة وغيرها من العوامل التي قد تتداخل مع تدوين الملاحظات والحصول على المعلومات، حيث يعمل نظام البصريات التكيفية على قياس الاضطراب في الغلاف الجوي من خلال مراقبة مزيج من النجوم الطبيعية (الحقيقية) ومجموعة من النجوم الليزرية الاصطناعية الدالة، وبناء على هذه القياسات، يقوم زوج من المرايا القابلة للتغيّر بالقيام بإجراء التعديلات على نفسها عدة مرات في الثانية الواحدة لتصحيح تشوهات الموجة الضوئية التي تنتج عن اضطرابات التدخل.

الجدير بالذكر أن هذه التكنولوجيا ليست جديدة تماماً فهي شبيهة بالتكنولوجيا الموجودة في التلسكوبين التوأم الموجودين بمرصد (كيك)، واللذان يقعان أيضاً بالقرب من أعلى مونا كي، كما أن ( (TMT ليس التلسكوب الضخم الوحيد الذي يجري التخطيط له، فهناك أيضاً زوج من المشاريع التي يجري التخطيط لها في جبال الأنديز في تشيلي، حيث سيمتلك كل من التلسكوبين أسطحاً جامعة للضوء تصل أقطارها إلى 24 و 39 متر، ومن المتوقع أن يكون لكل تلسكوب مجال تركيز مختلف عن الآخر، وسيكونان مجهزين بطريقة مختلفة أيضاً.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:22
الظهر 12:36
العصر 04:17
المغرب 07:21
العشاء 08:51