«الثأر و لا العار» .. فى الأصل «هندى»!
«الثأر و لا العار» .. فى الأصل «هندى»!

الأربعاء | 06/05/2015 - 11:18 صباحاً

” كنت فين يا وعد يا مقدر .. دى خزانة و بابها مسدر ” ده جزء من موال بكائى من مئات المواويل الحزينة التى تغنت بها نساء الصعيد بحرقة بسبب الثأر .

و لكن الغير معروف، هو أن مقولة ” الثأر و لا العار ” التى تناقلتها الأفلام و المسلسلات ، على أنها مأخوذة من صعيد مصر ، هى فى الأصل  ” هندى ” ، و أصل المقولة هو ” النار و لا العار ” ، ووراء المقولة قصة حقيقية وقعت أحداثها عام 1303 م فى الهند ، عندما ألقت أكثر من مائة امرأة جميلة أنفسهن فى النار مفضلين الموت على السبى و العار .

كانت البداية عندما تولت عرش ” راجستان ” الملكة ” بادمينى ” و كانت أجمل امرأة فى الهند، و حولها كثير من الطامعين .

و كان يعيش فى المملكة أسرة عربية مكونة من خمس أفراد و ثلاثة من أصدقائهم و كانوا يعرفون بـ ” آل حداد ” وكانوا يشتهرون بصناعة السلاح، و فى ذات يوم حدث خلاف بين سيار الحداد و زوجته لسوء سلوكه ووقف معها أخوه مختار الحداد و زوجته، فرحل عن راجستان و هو يضمر الشر لأهله و بادمينى التى لم يكن لها أى دخل .

و التحق سيار بخدمة الملك علاء الدين خليجى و أستطاع أن يوغل صدره تجاه الملكة بأن يوسع ملكه بالاستيلاء على راجستان، و يحصل على الملكة بادمينى كزوجة له و التى تعد أجمل امرأة فى هندستان، فقرر علاء الدين الزحف على شيتور ، و علم مختار و رفاقه العرب بما فعله سيار فازدروه و أقسموا بالولاء لبادمينى .

و حاصر الملك حصن ” شيتور ” لثلاثة أيام ، و بعث برسالة لبادمينى أما أن تستسلم و تبدء احتفالات زفافهم أو يقتحم الحصن و يأخذها أسيرة ذليلة، و لكن الملكة لم تستسلم لتهديده .

واشتد الحصار على حصن ” شيتور ” و لم يعد فى وسع الحامية أن تواصل الصمود و لابد أن تقرر مصيرها، و كان عدد النساء فى داخل الحصن يفوق عدد الرجال ، واستنفذ الحصن جميع إمكانياته ، و كان على الملكة أن تأخذ قرارها .

لذا دعت الملكة المقربين إليها ، و أمرت الرجال القادرين بالتسلل، والنجاة بأنفسهم يواصلوا القتال حيث يستطيعون لذلك سبيلاً ، أما النساء فرأت إن محاولتهن للخروج من الحصن تعرضهن للوقوع فى الأسر و البقاء كذلك ، قائلة : الموت فى نظرى أفضل من السبى و العار ، فارتفعت أصوات النساء مؤيدة للملكة .

و نفذ الرجال الأمر و بدءوا يتسللون واحداً خلف الآخر و قد حمل كلُ منهم سلاحه و ما تيسر له من زاد و معهم الرجال العرب، و انتظرت النساء داخل الحصن - و معهم النساء العرييات - و عددهن مائة امرأة أو أكثر معظمهن فى سن الشباب و كلهن على جانب من الجمال .

و تجمعوا فى صحن القلعة وهم فى أزهى مظهر كأنهم ذاهبين إلى احتفال كبير و حضرت الملكة و كانت فى أبهى حلتها و ذكرتهم بموافقتهم لها بأن الموت أفضل من العبودية، فارتفعت الأصوات نعم نعم، فردت قائلة : إذن فلنمت و قد رأيت أن الموت بالنار خير من الوقوع فى العار.

فارتفعت أصواتهن ” النار و لا العار “، و جمعت النساء كل ما هو قابل للإشتعال و أمرت الملكة بوضع العرش على قمة المحرقة ثم أمسكت بمشعل و أضرمت النار، و صرخت بعبارة “النار و لا العار ” و هى تلقى بنفسها داخل ألسنة اللهب و تلتها جميع النساء، و عندما اقتحم الجنود القلعة اكتشفوا المحرقة و غضب الخليجى و قرر معاقبة سيار بالموت البطئ فى المحرقة ليلقى نفس المصير .

و ظلت “شيتور ” تحت رحمة الخليجى حتى استعادها الراجستانيون و ظلوا يذكرون بالخير الملكة بادمينى التى ضحت بنفسها لتصون شرفها و النساء النبيلات التى حذون حذوها .



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:21
الظهر 12:36
العصر 04:17
المغرب 07:21
العشاء 08:52