لعنة المال الحرام قتلته وأودعت زوجته السجن حكم
لعنة المال الحرام قتلته وأودعت زوجته السجن حكم

الأحد | 16/08/2015 - 11:05 صباحاً

لم يكن قد مر سوى أسابيع قليلة على عودته إلى موطنه عندما تعرض لحادث فظيع حطم جسده، وعندما شعر بدنو أجله طلب الانفراد بشقيقه، ليحدثه بأمر لا بد أن يودعه أحداً يثق به، قبل أن يقابل وجه ربه الكريم، وبصوت يكاد لا يسمع تتخلله دموع الندم، توسل لأخيه أن يبرئ ذمته أمام الله، ويعطيه فرصة ليقابل ربه نظيفاً من ذنب فظيع، كانت هي المرة الأولى التي يعرف فيها شقيقه أنه متزوج.

وأخبره أيضاً أنه اختلس من الشركة، التي يعمل بها في أبوظبي ملايين الدراهم، مستغلاً حب وثقة زوجته، التي تعمل معه في الشركة نفسها، ليجعل كل المستندات تدل على قيامها هي بالاختلاس لتتورط في القضية في حال تم اكتشاف الجريمة.

كان يتوسل أخيه أن يعيد المال الذي أخبره عن مكانه، وأن يخبر الشركة ببراءة زوجته من الجريمة، وأنه استغل ثقتها به لتوقع أوراقاً لا تعرف محتواها، وبغصة الندم قال لشقيقه: إنه أنفق خلال الأسابيع الماضية نحو 300 ألف دولار في رفاهيته خلال الأسابيع الماضية، ومن ذلك شراؤه السيارة التي أودته إلى التهلكة ورمت به إلى قدره، أما باقي المبلغ فموجود في شقته، وطلب من شقيقه أن يبرأ وأسرته من أخذ هذا المال فهو مال حرام، وهو ما تسبب في قتله، وعليهم التخلص من لعنته.

وفي أبوظبي كانت الزوجة تبحث في كل مكان عن زوجها الذي اختفى فجأة بعد أن أخذ إجازة طويلة من العمل من دون أن يخبرها، ثم أرسل لها رسالة نصية بأنه لا يريد أن يكمل حياته معها وأنه سيطلقها.

كان هاتفه مغلقاً، كما لم يعرف أي من أصدقائه مكان تواجده، وهي لا تعرف أسرته ولم تقابلهم وليس لديها رقم هاتف أي منهم، فقد تزوجت به في أبوظبي، وكان قد أخبرها أن عائلته ترفض هذا الزواج بسبب اختلاف الجنسية، وأنهم قاطعوه لزواجه منها.

وفي ذلك اليوم الذي عرفت فيه بموت الرجل، الذي أحبته وتزوجته، كانت الشرطة تقبض عليها بتهمة الاختلاس، وعرفت أنها كانت مجرد وسيلة للحصول على المال، وكل الكلمات المعسولة التي أسمعها إياها، وتلك المشاعر، وتضحيته بعلاقته بأسرته من أجل حبه لها كان كذباً، فأسرته لم تعرف يوماً بوجودها في حياته، ولم يطرح عليهم فكرة زواجه منها، في ذلك اليوم عرفت أن كل ذلك كان ضمن خطة محكمة لاختلاس المال وتوريطها في الجريمة.

كانت الشركة التي تلقت الاتصال من شقيق زوجها بوفاته واعترافه مع رقم تحويل المبلغ الباقي، قد أبلغت نيابة الأموال في أبوظبي بالواقعة، ووجهت التهمة لها باعتبارها شريكاً بالجريمة، فما قاله شقيق زوجها حول عدم مسؤوليتها عن الجريمة لم يكن مقنعاً لهم، خاصة أن المبلغ الذي تم إعادته لم يكن كاملاً، كما أن مراجعة الأوراق والمستندات التي تخص الجريمة كانت جميعها تدل على أنها هي المجرم، ولا شيء من تلك الأوراق يشير من قريب أو بعيد لمسؤولية زوجها عن الاختلاس أو حتى إنه على علم به.

وأمام النيابة كانت الصدمة قد شلت لسانها حتى إنها انهارت ودخلت المستشفى مرات عدة دون أن تستطيع النطق بأي كلمة، ولم تفلح محاولات محاميها في البداية على فك عقدة لسانها، فكانت تجيب بالدموع عن كل تساؤل، ولا تعرف كيف استطاع ذلك الرجل أن يخدعها ويستخدمها بهذه الوضاعة، حتى إنه استطاع أن ينسيها الحذر الذي توجبه طبيعة عملها، وصارت توقع على أي ورقة يقدمها لها مأخوذة بالحب الذي تبين أنه مجرد كذبة.

وأمام المحكمة استطاعت أن تنطق، قالت قصتها حدثت المحكمة عن اختفائه وكيف بحثت عنه في كل مكان، بل وشككت أيضاً بأن يكون قد مات، كما شككت بشهادة الوفاة التي أرسلها شقيقه، وقالت أنها قد تكون مزورة، وأن شقيقه متورط معه في الجريمة، كانت تصرخ أنه يتقن الكذب ولا يوجد ما يمكن أن يردعه عن المزيد والمزيد منه.

 

لم تجد المحكمة في الأوراق والمستندات وما يمكن أن يبرأها من الجريمة، ولم تكن كلمات زوجها على فراش الموت كافية، خاصة أنها وردت في شهادة مسؤول الشركة نقلاً عن شقيق المتوفى، أي أنها لم ترد بشهادة تحت القسم أمام المحكمة من الشخص الذي استمع لكلام المتوفي بنفسه، وهو ما لا يرقى إلى مرتبة الدليل، الذي يمكن الركون إليه، وبالتالي قضت المحكمة بإدانة الزوجة بتهمة الاختلاس والحكم عليها بالحبس لمدة عام.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:18
الظهر 12:36
العصر 04:17
المغرب 07:23
العشاء 08:54