قد تكون ثمة ظاهرة غريبة تحدث في تي دبليو هيدرا، أحد أقرب النجوم المجاورة لنظامنا الشمسي. حيث تمكن باحثون يابانيون- مستخدمين مصفوف مرصد أتاكاما الملليمتري/تحت الملليمتري الكبير (ألما)- من مراقبة الولادة المحتملة لكوكب غازي جليدي عملاق، عن كثب.

أظهرت دراسات سابقة، أن تي دبليو هيدرا، محاط بقرص مكون من جزيئات الغبار الصغيرة. وقد ظهر اعتقاد بأنه موقع لتشكيل الكواكب، حيث حظي هذا الاعتقاد بمزيد من الأدلة، بفضل عملية رصد سُجّلت فيها مؤخراً مشاهدات مرصد ألما لفجوات عديدة تتخلل القرص. وباستخدام ترددين راديويين مختلفين، لرصد الظاهرة بشكل أكبر، وجد الباحثون أن جزيئات الغبار المجهرية الأصغر حجماً، هي الجزيئات الأكثر انتشاراً في الفجوات، في حين كانت الجزيئات الأكبر غائبة في الفجوات الأكثر وضوحاً.

يُعزى توضع جزيئات الغبار الصغيرة والكبيرة إلى احتكاك التفاعل الجاذب، بين جزيئات الغاز والغبار، مع جزيئات الغبار الكبيرة التي يتم طردها خارج الفجوات، مشيرة بذلك إلى تشكل كوكب.

تم تأكيد هذه الافتراضات النظرية بفضل أحدث النتائج، التي تم قبولها ليتم نشرها من قبل مجلة  Astrophysical Journal Letters.

لمحة حصرية عن نشأة الكواكب

يقول تاكاشي تسوكاجوشي، رئيس فريق البحث في جامعة إيباراكي، في اليابان: "إلى جانب حجم المدار، وسطوع تي دبليو هيدرا، ستكون النتيجة كوكباً جليدياً عملاقاً مثل نيبتون". بالنسبة للباحثين، بقي هذا النجم، الذي عمره 10 ملايين عام، البقعة الأكثر وضوحاً لتحديد ومراقبة هذه الظاهرة، نظراً لقرب النجم من نظامنا الشمسي، ونقاطه المحورية التي تواجه الأرض تقريباً.

مع هذه النتائج الحالية، يهدف الباحثون إلى معرفة مدى ضخامة هذا الكوكب الجديد بالضبط، وكم يشكل الغاز من كتلته. الخطوة التالية، هي التحقق من استقطاب موجات الراديو، بما أنه يمكنها تقدير حجم حبيبات الغبار بشكل أفضل.

لقد سمحت لنا التكنولوجيا التي يوفرها ألما، برصد ظاهرة لم يسبق الوصول إليها من قبل. إن حالة كهذه، تمثل قصة حقيقية عن التطور التكنولوجي. فما عجزنا عن تفسيره سابقاً يصبح اليوم أكثر وضوحاً، مثل تشكّل الكواكب.

على الرغم من استمرار الغموض الذي يكتنف السؤال "كيف تكتسب الكواكب خصائص تجعلها مختلفة عن بعضها البعض"؟ قد نكون الآن حصلنا على لمحة حول كيفية تشكّل الكواكب الجليدية العملاقة. قد يقودنا ذلك إلى تصور أفضل للكواكب الجليدية العملاقة التي يمتلكها نظامنا الشمسي، أورانوس ونبتون.

المصادر: Nao