إن قرب بروكسيما بي من الأرض - حوالي 4.2 سنة ضوئية - يجعل منه أقرب كوكب من خارج النظام الشمسي يحتمل أنه قابل للسكن ويحتوي على الحياة. وعلى الرغم من أنه قد يكون ثابتاً مدّياً (أي أن جهة واحدة من بروكسيما بي تواجه نجمه بشكل دائم أثناء دورته التي تبلغ مدتها 11.2 سنة)، فإن قرب بروكسيما بي من النجم الذي يدور حوله - أي القزم الأحمر بروكسيما سينتوري (قنطور الأقرب) - يضعه تماماً في منتصف المنطقة الذهبية (أي إن المسافة ليست قريبة جداً أو بعيدة جداً عن النجم، مما يتيح إمكانية وجود الماء السائل، كما في حالة كوكب الأرض)، وهذا يعني وجود احتمال كبير لوجود الماء على هذا الكوكب الخارجي.

يعتقد فريق بحثي من المركز الوطني للبحث العلمي (CNRS) في فرنسا أن بروكسيما بي لا يحتوي على المياه وحسب، بل قد يكون مغطى بها. يقول الفريق: "يمكن أن يكون هذا الكوكب (كوكب محيطات)، أي إن سطحه مغطى بالكامل بمحيط واحد، بمياه مشابهة لما يوجد على بعض الأقمار الجليدية حول المشتري أو زحل."

في محاولة لتحديد كمية المياه المحتملة على كوكب بروكسيما بي، استخدم فريق CNRS عمليات محاكاة تعتمد على نصف القطر التقديري للكوكب، بين 0.94 و1.4 ضعف من نصف قطر كوكب الأرض. عند الحد الأدنى، تقترح المحاكاة أن الكوكب كثيف وذو نواة معدنية محاطة بوشاح (الطبقة بين النواة والقشرة) صخري، وسطح مائي تبلغ كتلته حوالي 0.05% من كتلة الكوكب الكلية.

عند الحد الأقصى، من ناحية أخرى، تُظهر المحاكاة أن نصف قطر الكوكب 8,920 كيلومتر (5,542.6 ميل)، مع كتلة مقسومة بالتساوي بين نواة صخرية والمياه المحيطة بها. يشرح الفريق البحثي: "في هذه الحالة، سيكون بروكسيما بي مغطى بمحيط سائل واحد بعمق 200 كيلومتر."

تعني كلا الحالتين، بطبيعة الحال، أن بروكسيما بي محاط بغلاف جوي غازي منخفض الكثافة، كما في كوكب الأرض. يعتبر هذا ممكناً، على الرغم من قرب بروكسيما بي من بروكسيما سينتوري، حيث إن المنطقة التي يحتمل تواجد الحياة فيها أقرب بـ 25 ضعفاً مما في نظامنا الشمسي.

بالطبع، تبقى هذه مجرد عمليات محاكاة، وكما ذكرنا سابقاً، فإن جميع افتراضاتنا حول بروكسيما بي يمكن تأكيدها ما أن يتم إطلاق التلسكوب الفضائي جيمس ويب (JWST) في 2018.