في عام 1997 احرز الهداف البرازيلي روبيرتو كارلوس هدف في شباك المنتخب الفرنسي عن طريق ضربة حرة وصفت بالعجائبية. حيث ركل الكرة التي كانت تبعد 30 متر عن المرمى بشكل قوي لتلتف و تتجاوز حائط الدفاع و تصدم الحارس الفرنسي و الجماهير باتخاذها مسار على شكل قوس صعب حدوثه فيزيائيا . لمشاهدة الهدف راجع رابط اليوتيوب في الأسفل.

هل خرقت هذه الرمية قوانين الفيزياء(كما يحلو للكثيرين التعبير عندما يقوم رياضي او مغامر بالقيام بأداء لم يعتادوا على مشاهدته)؟.

طبعا لم تخرق أي قانون, بل ما جرى يمكن تعليله بقوانين فيزيائية بسيطة,كالتالي:

قام كارلوس بركل الكرة بقوة و بزاوية حذائه الخارجية مما تسبب بدوارن الكرة حول نفسها بسرعة قدرت ب 10 دورات/ثانية, وهذه بالتأكيد سرعة دوران عالية, هنا أريد منك تخيل الكرة و هي تدور حول نفسها عكس عقارب الساعة)عند مشاهدتها من الأعلى( و هي تتحرك في الهواء بسرعة 25 -30 متر/ثانية, وهي أيضا سرعة عالية. الكرة بسبب سرعة اندفاعها في الهواء سوف تتعرض الكرة لحركة الهواء المعاكسة. الآن,سوف يكون الهواء المعاكس القادم بعكس اتجاه اندفاع الكرة هو السبب في القوس المدهش لهذا الهدف اذا تذكرنا أن الكرة تدور حول نفسها بسرعة عالية,حيث أن الهواء على الناحية اليمنى منها سوف يتعرض لاحتكاك أعلى بسطح الكرة منه من على يسار الكرة لأن الكرة تدور (لحظيا) بشكل معاكس للهواء على اليمين بينما بنفس اتجاه حركة الهواء على الناحية اليسار منها(انظر الشكل التوضيحي).بسبب وجود احتكاك أعلى للهواء مع سطح الكرة الأيمن بشكل أعلى من الاحتكاك على الجزء الأيسر من الكرة, تكون طبقات الهواء الملامسة لسطح الكرة أسرع على اليسار منها على اليمين. هنا نحتاج إلى التطرق لمبدأ برنولي :
زيادة سرعة المائع( غاز أو سائل)تؤدي إلى تناقص ضغطه . 
لذلك في حالتنا هذه سوف يكون ضغط الهواء على جانبي سطح الكرة متباين لتباين السرعة على كليهما ,بحيث يكون الضغط الهوائي على الكرة من الناحية اليمنى أعلى منه على الناحية اليسار. المحصلة النهائية هي قوة دافعة من اليمين الى اليسار أو ما يعرف بتأثير ماجنس(Magnus effect).
يمكن الحديث هناك مجموعة عوامل أتيحت لكارلوس لتنفيذ هذه الضربة, أهمها ركله للكرة من مسافة تسمح بنشوء هكذا منحنى وهي قرابة ال30 متر,اقل من هذه المسافة ما كان ليظهر المسار القوسي للرمية, و ثاني العوامل هو (يوم صيفي جاف) .

شرح أعمق: 
مفعول قوى مانجس لم يأخذ تأثير في هذه الرمية الى بعد حوالي 10 أمتار من المكان الذي ركل فيه كارلوس الكرة, و السبب هو أنه ضرب الكرة بقوى و جعلها تدور حول نفسها مما أدى لحدوث تيارات هواء دوامية حول سطح الكرة .

هذه التيارات الدوامية ساعذت الكرة على الابقاء على سرعة اندفاعها نسبياً,لكن ما لبث الهواء و أن اخفض سرعتها عند المسافة المذكورة أنفا. عندما انخفضت سرعة الكرة عند تلك المسافة , وهي تقريباً بمستوى حائط الدفاع, دخلت في طور )التيارات الرقائقية( أي أصبح الهواء الملامس لسطحها يحتك بها بشكل خطوط منسابة على سطحها , مما سبب زيادة اضافية للاحتكاك الذي تسبب تباينه على جانبي سطح الكرة بتأثير مانجس و المسار المنحني لليسار كما أسلفنا الشرح. للمعلومة فقط, لو أتيح للكرة الحركة لمسافة أبعد أي لوكان شباك المرمى أبعد, لتحرك الكرة لزداد تقوس الكرة بشكل أعنف و اصبح تدور بشكل حلزوني لأن تأثير ماجنس سوف يزداد بشكل مطرد مع المسافة.

في الخاتمة, قد يكون هذا الشرح متكلف بالنسبة لحدث رياضي تاريخي مثل هذا ,ففي طبيعة الحال لم يقم كارلوس بكل هذا التحليل و الدراسة الفيزيائية لينفذ ضربته التي اوقفت الحارس الفرنسي مدهوشا, بل اعتمد على خبرته و ذكائه الجسدي.