وباء الكراهية يستشري في الولايات المتحدة
وباء الكراهية يستشري في الولايات المتحدة

السبت | 09/07/2022 - 06:33 مساءً

نشر موقع مجلة فورين أفيرز الأميركية (Foreign Affairs) مقالا عن استشراء ظاهرة القتل الجماعي في البلاد، ووصفها بأنها أصبحت وباء، داعيا الحكومة والأجهزة والمؤسسات المعنية إلى تطوير أساليبها لمواجهتها.

واستعرضت كاتبة المقال سينثيا ميلر إدريس بعض أحداث القتل الجماعي الشهيرة في الولايات المتحدة، قائلة إنه على مدى العقد الماضي وقعت العشرات من هذه الأحداث في جميع أنحاء البلاد.

 

سمات مشتركة

وتناول المقال السمات التي يتصف بها المهاجمون، موضحا أنهم يتشاركون عادة مجموعة مماثلة من السمات، وهي: تاريخ من الأوهام القاتلة، أو العدمية العنيفة، أو إيذاء النفس، أو تفكير بالانتحار، والابتعاد عن الأصدقاء والعائلة، فضلا عن سلسلة من أعمال القسوة يتم التعبير عنها من خلال تعذيب الحيوانات أو قتلها، أو مطاردة النساء أو مضايقتهن، أو التهديد بالاغتصاب وغيره من أوجه الأذى الجسدي.

وأضافت كاتبة المقال أن المحققين ما يزالوا يتحرون عن المهاجمين لمعرفة دوافع هذه الظاهرة، ليضعوا خططا وإستراتيجيات لمكافحتها، مشيرة إلى أن العديد من المهاجمين إرهابيون محليون يهدفون على وجه التحديد إلى قتل أفراد الأقليات.

 

نظرية البديل العظيم

ولفتت الكاتبة الانتباه إلى أن العديد من المهاجمين في العقد المنصرم يتحولون إلى التطرف نتيجة لتعرضهم للمحتوى العنصري للبيض، والذي يكتشفونه على الإنترنت، ويتأثرون بشكل خاص بالمواد التي تروّج لنظرية المؤامرة المعروفة باسم "البديل العظيم" والتي تصف بشكل خاطئ جهدا منسقا من قبل اليهود أو المسلمين لاستبدال الحضارة المسيحية التي قوامها البيض، عن طريق الهجرة والتغييرات الديمغرافية.

وقالت "أعمال الإرهاب ضد اليهود والمسلمين واللاتينيين (المنحدرين من أميركا اللاتينية) -ومؤخرا السود- كانت "مدفوعة بنظرية المؤامرة المذكورة" مشيرة إلى أن المتطرفين البيض يحتفلون بعد كل هجوم على الإنترنت، ويعتبرون الهجمات أعمالا بطولية، مما يؤجج المزيد من العنف.

وأوضحت أن وقف حوادث إطلاق النار الجماعي يتطلب مكافحة التطرف على الإنترنت. ولمنع الإرهاب المحلي والهجمات الجماعية، يجب على صانعي السياسة بالولايات المتحدة التركيز ليس فقط على إيقاف الأفراد الخطرين، ولكن أيضا عن طريق مواجهة عوالم الإنترنت التي يعيشون فيها.

 

وبدلا من تركيز ردة الفعل على نقطة نهاية التطرف -الوقت الذي يسبق الهجوم مباشرة- يجب على الحكومة أن تعمل على منع الأفراد من الانخراط في الكراهية والأذى عبر الإنترنت منذ البداية.

الكراهية لها حواضن

وذكرت الكاتبة أن الكراهية شائعة في العالم الرقمي، إذ يرى المتلقون محتوى ومعلومات مضللة ليس فقط في منتديات الويب غير الدقيقة، ولكن على المنصات الشائعة مثل تيك توك (TikTok) وروبلوكس (Roblox) وستيم (Steam) وتويتش (Twitch) وديسكورد (Discord) وغيرها.

وفي أقصى درجاتها، تقول الكاتبة، تتميز هذه المواقع بملصقات تتنافس على تحميل صور عنيفة ومسيئة بشكل متزايد -بما في ذلك المواد الإباحية للأطفال وصور التعذيب أو الأذى الجماعي- لإثبات عزمهم. لكن ليس بالضرورة أن يكون المحتوى الخطير صريحا. فالإنترنت غارق في المواد التي تمجد العنف من خلال تضمينها في الخطابات المشفرة، أو الميمات أو الرسوم الكرتونية التي تستخدم السخرية والمفارقة.

وتستمر الكاتبة بالقول إن صانعي السياسة بالولايات المتحدة يدركون أن الأساليب الحالية لم تنجح في وقف التطرف المحلي، وهم يعملون على اللحاق بالركب، مضيفة أن صانعي السياسة في أستراليا وبريطانيا اقترحوا ونفذوا قوانين أكثر صرامة للأسلحة النارية، ونجحوا في القضاء تقريبا على حوادث إطلاق النار الجماعية، وقالت "لكن هذه التدابير الفعالة ليس لها أي فرصة تقريبا لسنها في الولايات المتحدة".

المصدر : فورين أفيرز



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:30
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:16
العشاء 08:45