أشهر الأساطير حول الزهايمر
أشهر الأساطير حول الزهايمر

الأحد | 22/09/2013 - 12:04 مساءً

 قال تعالى " والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئاً إن الله عليم قدير .." الاية الكريمة تثبت بالدليل لا مجال للشك أن كبر السن يتبعه تغيرات في الذاكرة والمعرفة العامة لدى الانسان فالانسان يكون طفلا لا يعلم شيئا ثم يتعلم تدريجيا ليصبح شابا يتمتع بذاكرة حديدية ومعرفة واسعة وتزيد معارفه يوماً بعد يوم حتى يصل إلى مرحلة الشيخوخة والتي عندها تبدأ ذاكرته في الضعف ، وتبدأ معارفه في الإنحدار ويبدأ عقله في خوض رحلة النسيان حتى تتوفاه المنية .

ولكن حقيقة ليس كل البشر يمرون بتلك المراحل وتتبين هنا المعجزة العلمية والقرآنية في قوله " ومنكم" أي ليس كل البشر يعيشون إلى أرذل العمر حيث تتدهور ذاكرتهم، بل من فضل الله علينا أن يتوفانا قبل أرذل العمر قبل أن نموت ونحن في أضعف حالاتنا بعد ما كنا في قمة صحتنا!.

    ورحلة النسيان تلك هي المعروفة عالمياً بمرض الزهايمر، وحقيقة فإن هذا المرض قد سمي نسبة إلى الطبيب الألماني "أليوس الزهايمر" والذي ينطق بالأنجليزية بدون  نطق حرف الهاء لذا فإن الأسم الشائع بأنه الزهايمر هو مسمى خاطئ، والأصح يقال "الزيمر".

ولكن حقيقة الأمر أن ليس هذا هو الخطأ الشائع الوحيد الخاص بذلك المرض ، بل هناك اخطاء أخرى ومعلومات خاطئة كثيرة تصل إلى حد الخرافات والاساطير التي إبتدعها عامة الناس وليس لها أساس من الصحة وصارت مشهورة ، واندثرت الحقائق الطبية والعلمية عن هذا المرض وسادت الأساطير!!.

وفيما يلي سنعرض أشهر الأساطير المتداولة عن مرض "الزهايمر" وما هي حقيقة وصحيح هذه الأساطير.

الخرافة الأولى:

فقدان الذاكرة أمر طبيعي مع الشيخوخة؟! ليس الأمر كما هو معتقد وشائع، للأسف معظم الناس يتوهومون أن الشيخوخة تصاحبها فقدان كلي للذاكرة تدريجياً إلى أن ينتهي بك المطاف لتنسى كل شئ، دون أن يكون هناك مرض عضوي بك،  وحقيقة هذا الأمر ليست كما هو معروف إطلاقا!! فالطبيعي أنك كلما كبرت ودخلت أكثر في مراحل الشيخوخة أن تنسى بعض الأمور على سبيل المثال أسماء الأشخاص الذين تقابلهم حديثاً فهذا أمر طبيعي فخلايا العقل أصبحت أقل كفاءة في التذكر وبالتالي ما يقدم إليها من معلومات جديدة لا تحفظها بقدر حفظها للمعلومات القديمة وتنساها سريعاً وهذا أمر طبيعي؛ ولكن  "الزهايمر" هو أكثر من مجرد فقدان طفيف للذاكرة ، فهو مرض حقيقي يصاب به الشخص وليس تغيرات فسيولوجية فقط في الذاكرة مصاحبة لكبر السن ، ففي مرض "الزيمر" تفقد خلايا المخ قدرتها على العمل وتموت تدريجياً وتتحلل وبالتالي يمتد فقدان الذاكرة إلى نسيان الأصدقاء القدامى الذين مازلت تتعامل معهم بل ومن الممكن أيضا أن يسبب نسيان الطريق المؤدي للبيت الذي تسكن فيه لعشرات السنوات!! وهذا ما أوضحه القرآن الكريم في قوله " أرذل العمر".  

كما أنه من الصعب التمييز ما إذا كان الشخص الذي يعاني من فقدان في الذاكرة هي مجرد تغيرات لكبر السن أم هي بداية لمرض "الزهايمر" ولذلك إذا كنت بدأت تعاني من فقدان في الذاكرة أو تعرف شخص فانصحه بأن يستشير الطبيب مبكراً وذلك لمعرفة السبب ما إذا كان كبر السن أم هناك أسباب أخرى وراء فقد الذاكرة مثل تعاطي دواء معين قد يسبب فقدان للذاكرة كأعراض جانبية وبالتالي فإن التوقف عن هذا الدواء يعيد لك ذاكرتك كما كانت.  

الخرافة الثانية:

مرض الزهايمر ليس قاتلا!! ستصدم حين تعلم أن مرض "الزهايمر" ليس لديه ناجين وأن المصابون به كلهم ينتهي بهم الحال بالوفاة! فالمرض يدمر خلايا المخ ويؤدي إلى ضعف شديد بالذاكرة وتصرفات غريبة ومريبة وتدهور في وظائف الجسم ككل، بل وأكثر من ذلك فهو يغير شخصية الفرد تدريجياً بصورة مؤلمة فيجعله غير قادر على التواصل مع الأخرين ، غير قادر على التفكير، الأكل، المشي، بل وينسى طريق العودة إلى المنزل وبالتالي يصبح الشخص المصاب به في دائرة من التيه لينتهي به المطاف إلى الوفاة.  

الخرافة الثالثة:

فقط كبار السن من يصابون بالزهايمر؟! يرجع منشأ هذه الشائعة إلى حقيقة الأمر أن أغلب المصابين بمرض "الزهايمر" فوق الستين ، ولكن ليس هذا بأمر مسلم به ، فمرض "الزهايمر" يمكن أن يصيب الأشخاص في مراحل صغيرة من العمر في الثلاثينات أو الأربعينات وحتى الخمسينات ، ولهذا فليس هناك سن معين في مأمن من الأصابة بالمرض.  

الخرافة الرابعة:

الشرب من المعلبات الألومنيوم أو الطبخ في آواني مصنوعة من الألومنيوم قد يسبب الأصابة بمرض"الزيمر" يرجع منشأ تلك الشائعة إلى ما بين عامي 1960-1970 حيث ساد الإعتقاد أن الألومينيوم قد يكون مسبب للمرض وذلك نظراً للتعرض للألومينويم في الحياة اليومية (الآواني- المعلبات – وغيرها)، ولكن منذ ذلك الحين كل الدراسات التي أقيمت لإثبات العلاقة فشلت في التاكيد على دور الألومنيوم في التسبب بمرض"الزهايمر"، ولهذا فإن الدراسات الحالية تسلك مساراَ أخر لإكتشاف الأسباب وراء مرض "الزهايمر".

 الخرافة الخامسة:

مادة الأسبرتام تسبب فقدان الذاكرة؟ مادة الأسبرتام هي مُحلي منخفض السعرات الحرارية يستخدم في تحلية مجموعة واسعة من الأطعمة والمشروبات، ويتواجد الأسبرتام في حوالي 6000 منتج في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المشروبات الغازية والمشروبات الغازية المجففة والعلكة والحلويات والمواد الهلامية ومزيج وحشو الكعك والحلويات وغيرها، وقد أثبتت الدراسات أنه لاصلة بين تناول تلك المادة والإصابة بمرض "الزهايمر".

  الخرافة السادسة:

لقاح الانفلونزا تسبب مرض "الزهايمر"! مصدر تلك الشائعة هو دراسة أجراها طبيب أمريكي ربط لقاح الأنفلونزا الذي يؤخذ إجباري فى الولايات المتحدة بمعدلات الإصابة بمرض "الزهايمر". الجدير بالذكر عزيزي القارئ أن هذا الطبيب قد سحبت رخصته لمزاولة مهنة الطب وبالتالي فإن الدراسة خاطئة. والحقيقة التي أثبتتها كثير من الدراسات أن لقاح الأنفلونزا وغيره من اللقاحات تقلل معدل الإصابة بمرض "الزهايمر" بل وتحسن من صحة الشخص! .

الخرافة السابعة:

حشو الأسنان الفضية تزيد من معدلات الأصابة بمرض "الزهايمر"! ما وراء كواليس تلك الشائعة هو أن حشوات الأسنان الفضية مصنوعة من خليط من الزئبق والفضة ، والزئبق معروف أنه يسبب دمار لخلايا المخ ولهذا خرج الإعتقاد بأن حشو الأسنان الفضية قد تسبب الإصابة بمرض "الزهايمر" ؛ ولكن هذا عارٍ تماماً من الصحة ، فطبقاً لأفضل الأدلة العلمية والأبحاث ليس هناك أدنى علاقة بين الحشو الفضي ومرض "الزهايمر".

الخرافة الثامنة: هناك علاج لمرض "الزهايمر" يمكن ان يوقف تطوره وتدهوره! بكل حسرة وأسى أستطيع أن اخبرك أنه إلى يومنا هذا لم يكتشف الطب علاجاً شافياً للمرض يستطيع أن يوقف تطوره، وكل ما هنالك هو عبارة عن أدوية تعالج الأعراض وتخفف من حدتها قليلاً دون أن تشفيها تماماً أو تعالج المرض بصورة نهائية. ومازالت الأبحاث في هذا الصدد مستمرة لايجاد وسلية لتعويض خلايا المخ التي يدمرها المرض. فنحن الأن في عصر "الخلايا الجزعية" التي تستطيع تعويض أي خلايا في جسم الأنسان ، وهذا ما يحاول الأطباء الوصول إليه لتوجيه الخلايا الجزعية لتعويض خلايا المخ الميتة، ومن يدري لعل هذا اليوم أقترب كثيراً.

  ومن هنا، يتضح لنا حقاً أن هناك فارق كبير بين فقدان الذاكرة النسبي المصاحب لكبر السن وبين مرض الشيخوخة المزمن المعروف عالمياً باسم "الزيمر" والذي عرّفه القرآن الكريم لنا منذ أكثر من ألف وربعمائة عام بأسم " أرذل العمر". فالله أسال أن يتوفانا وهو راضٍ عنا ونحن في قوة لا في ضعف ونعوذ به من أن نرد إلى أرذل العمر كي لا نعلم من بعد علم شيئا.  

إعداد د. أحمد سعيد يوسف 

 



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:06
الظهر 12:36
العصر 04:17
المغرب 07:31
العشاء 09:06