كثيرا ما يحلم الانسان وخاصة علماء وهواة الفلك عن وجود مناطق على الارض تشبه الظروف البيئية الموجودة في بيئة الكواكب السيارة الاخرى مثل كوكب المريخ او القمر التابع الوحيد حول الارض، وربما كان البعض يعتقد نفسه بالغ في الحلم حول هذه الامور او يعتبر البعض الحديث حول هذا الموضوع مجرد مزاح.

لكن العلماء في الفترة الاخيرة اكدوا ان هذه التخيلات والاحلام اصبحت حقيقة وان البيئة الخاصة بالكواكب الخارجية موجودة فعلا على الارض! وانها يمكن ان تعطينا تصورا جيدا عن الظروف البيئية في هذه العوالم، وتساعدنا في التخطيط لإرسال الرحلات المأهولة اليها في المستقبل ان شاء الله، وتوفير الوقت والمال اللازم لدراسة هذه العوالم قبل ذهاب رواد الفضاء من الارض اليها، اضافة لضرورة توفر الظروف المناسبة لاستمرار الحياة عليها مثل الاعتدال في الحرارة ووجود الغطاء النباتي والغلاف الغازي الملائم وغيرها من الخصائص الضرورية لتوفر الحياة ليس الحياة المتطورة مثل الانسان والحيوان فقط بل مثل البكتيريا والكائنات الحية المشابهة.

من خلال الدراسات الجيولوجية التي اجرتها وكالة الفضاء الامريكية ناسا توصلت الى ان صحراء "أتاكاما" Atacama Desert الواقعة في أقصى شمال النرويج بالقرب من القطب المتجمد الشمالي تشبه البيئية القمرية والمريخية في الماضي، وارسلت ناسا فرقا علمية من تخصصات مختلفة في الجيولوجيا والبيولوجيا ومهندسين واجروا تجارب بالاعتماد على اجهزة ومعدات موجودة على الروفر الامريكي "كوريوسيتي" Curiosity rover الذي يجري دراسات على سطح كوكب المريخ في الوقت الراهن.

كما كشفت ناسا عن وجود مناطق تضاريسها تشبه التضاريس الموجودة على سطح القمر وكوكب المريخ، مثل الفوهات النيزكية الموجودة في صحراء اريزونا الامريكية، والمناطق المحيطة بنهر "ريوتينو" Rio Tinto بالقرب من مدينة اشبيلية الاسبانية، وبناء على ذلك تمكنت وكالة الفضاء الامريكية من اكتشاف النظير المشابه على الارض لكل جرم سماوي، فمثلا اذا رغبت ناسا بدراسة مسارات الحمم البركانية على المريخ علينا دراسة "ايسلندا" Iceland أو "جزر الهاواي" Hawaii، ولو انك ترغب بقضاء اجازتك السنوية على سطح القمر او كوكب المريخ دون ان تترك الارض فما عليك سوى الحجز في الوديان الجافة الموجودة في القطب المتجمد الجنوبي!

المزيد من الأخبار الفلكية من هنا