في ظل التوسع الهائل في مهام الطائرات من دون طيار، يبدو أن العالم بصدد الدخول في عصر السفن من دون طاقم، وذلك بعد إعلان شركة "رولز رويس" البريطانية نيتها صنع سفن تبحر بشكل تلقائي.

الإعلان جاء بلسان نائب مدير قسم الإبداع والهندسة البحرية في شركة "بلو أوشن" التابعة لرولز رويس "أوسكار ليفاندر"، الذي قال لموقع "بلومبيرغ" إن الشركة توصلت إلى التكنولوجيا الكفيلة بتحويل هذا الحلم إلى حقيقة، مشيراً إلى أنها قامت العام الماضي بتصميم سفن من دون طاقم، وذلك على الرغم من التحفظات الشديدة التي أبدتها بعض النقابات البحرية ومشرّعون.

وبحسب الدراسات التي أجرتها الشركة، فإن خلو السفن المستقبلية من طواقمها وبالتالي إزالة مكيفات الهواء وأدوات السباكة وغيرها من الأدوات، سيؤدي إلى تخفيف وزنها بشكل كبير وتأمين مساحات إضافية لتخزين ونقل البضائع.

يقدّر "ليفاندر" أن يكون وزن هذه السفن أقل بـ 5 في المئة من وزن السفن التقليدية، وأن توفّر من 14 إلى 15 في المئة من الطاقة، وبالتالي فإن الكلفة التشغيلية لسفن شحن البضائع ستنخفض بنسبة 44%.

وتقول "بلو أوشن" إن هدفها لا يقتصر على المجالات التجارية وتحقيق الأرباح، بل إنها تهدف أيضاً إلى بناء سفن صديقة للبيئة، وأكثر ذكاء بحيث تتجنب الوقوع في فخ الأخطاء التي قد يقع فيها البشر.

ويوضح "ليفاندر" أن السفينة ستكون تحت إمرة قبطان بحري وحيد، قادر على التحكم فيها من البر عند الحاجة، مشيراً إلى أن "رولز رويس" بنت نموذجاً أولياً لهذا النظام الافتراضي في النرويج، حيث سيكون باستطاعة القبطان رؤية السفينة من كل الزوايا للتدخل في حالات الطوارئ.

ويخشى معارضو هذه السفن من تعرّضها للاختراق أو لأعطال مفاجئة أثناء إبحارها، الأمر الذي قد يتسبب بكارثة بحرية ضخمة، ويؤكدون على أهمية دور طاقم السفينة في الحفاظ عليها.