جورج كرزم
خاص بآفاق البيئة والتنمية
عمل المستعمرون الإسرائيليون في الضفة الغربية، في السنوات الأخيرة، بشكلٍ منظم ومنهجي، على تصنيف العديد من الأراضي والمناطق الزراعية والطبيعية الفلسطينية باعتبارها منتجعات ومواقع للرحلات الترفيهية.
وبحسب التصنيف الاستعماري دُمج العديد من الأراضي الفلسطينية المنهوبة في بيئتها الطبيعية؛ فسُوِّقت عملية نهب الأراضي بأنها شكل من أشكال "الاستيطان الإيكولوجي" – البيئي-، بما يتضمنه ذلك من مبانٍ خضراء وزراعات عضوية، ومناظر طبيعية جميلة وجذابة؛ علمًا أن الفلاحين الفلسطينيين، بممارساتهم الزراعية التقليدية المنسجمة مع البيئة الطبيعية المحيطة، هم الذين حافظوا، منذ قرون طويلة، على النظام البيئي والإيكولوجي المتوازن في تلك المناطق التي تميزت بكونها أراض زراعية خصبة زرعها الفلسطينيون بالمحاصيل المنوعة والغنية.
ومن ناحيتهم، يعمد قطعان المستوطنين إلى تسويق المشاهد الطبيعية الخلابة، وكأنها جزء من الحياة الطبيعية الخالية من أي صراع تحرري وطني يخوضه الشعب الفلسطيني.
المستوطنون يسوّقون أنفسهم بأنهم "حماة" البيئة والطبيعة، ويزعمون بأن الفلسطينيين يشكلون تهديدًا مستمرًا على البيئة وينشرون مواقع عشوائية لحرق النفايات، ويتركون مياه الصرف الصحي تتدفق نحو "إسرائيل"؛ علمًا أن السبب الأساسي لهذه الظواهر هو ما يسمى الإدارة المدنية التابعة للاحتلال، التي تعيق أو تمنع الفلسطينيين من تطوير بنية تحتية حديثة لمعالجة الأذى البيئي وحل مشكلة النفايات والمياه العادمة.
الفجر | 05:16 |
الظهر | 12:27 |
العصر | 03:47 |
المغرب | 06:17 |
العشاء | 07:38 |