زنجبار... جزيرة أسطورية بنكهة إفريقيا وبرائحة التوابل

الإثنين | 31/07/2017 - 07:40 مساءً

 شهد زنجبار حاليا طفرة سياحية بعد عقود طويلة من السبات بفضل إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي التابع لمنظمة اليونسكو. وتمتاز هذه الجزيرة الاستوائية التي تقع قبالة الساحل الشرقي لأفريقيا بالشواطئ الرملية الناعمة والمياه الفيروزية الرقراقة.

فمع غروب الشمس يجلس معظم السياح على الشواطئ الشهيرة أو شرفات الفنادق الجديدة للاستماع بلحظة غروب الشمس في مياه المحيط الهندي، ومع حلول المساء تصدح النغمات المتنافرة في جميع أرجاء البلدة القديمة؛ حيث يسمع السياح موسيقى الراب الغربية في بار “تاتو” المطل على البحر، بالإضافة إلى أصوات الأجراس الصادرة من المعابد الهندية، بينما يرتفع صوت الآذان من المساجد القريبة يدعو الناس لأداء الصلاة. وتشير هذه الأجواء إلى تمتع جزيرة زنجبار بمزيج رائع بين الأصالة والحداثة، وهو ما يميزها عن الجزر الفاخرة الأخرى في المحيط الهندي.

وتقع جزيرة زنجبار على مسافة 40 كيلومترا من سواحل تنزانيا، وتتمتع هذه الجزيرة بحكم شبه ذاتي، وقد استقبلت خلال العام الماضي 300 ألف سائح، وعلى العكس من موريشيوس وجزر المالديف تشهد زنجبار طفرة كبيرة في أعمال البناء على غرار ما يحدث في كوبا. وتعتبر هذه الأعمال علامة على عصر الانفتاح؛ حيث بدأ السباق بين المستثمرين للاستفادة من الفرص في الجزيرة.

وكانت جزيرة زنجبار، ذات الأغلبية المسلمة، خاضعة لسيطرة سلطنة عمان لمدة 200 عام، إلى أن اتحدت مع تنزانيا بالقوة خلال عام 1964، وخلال تلك الفترة تم تأميم ثلاثة أرباع المدينة القديمة، ولكن بدلا من أن تسود العدالة ساد الانهيار والفساد.

وقد تم تأسيس البلدة القديمة في زنجبار، والتي تحمل اسم “ستون تاون” منذ أكثر من 1000 عام، وتندرج اليوم ضمن قائمة التراث العالمي التابع لمنظمة اليونسكو، ويمكن للسياح الاستمتاع بسحر وروعة الحياة العصرية في زنجبار في شرفات الفنادق الأسطورية مثل “إيمرسون أون هورومزي” والذي استقبل في فترات سابقة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون والممثل العالمي جوني ديب.

ويرجع سرّ تسمية البلدة القديمة في زنجبار باسم ستون تاون إلى كثرة المباني المشيدة من الحجر المرجاني والتي تضم أكثر من 2000 من قصور السلاطين العرب السابقين ومنازل التجار الهنود والمحال التجارية، ويعود تاريخ إنشاء معظم هذه المباني إلى 100 أو 150 عاما. وتعتبر البلدة القديمة بمثابة متحف مفتوح ولكنه نابض بالحياة، وتشهد المدينة إقامة مهرجان سنوي في الهواء الطلق ويستقطب أكثر من 20 ألف زائر، وتزخر متاجر المدينة بإبداعات المصممين من الشباب والتي تحمل الموضة الأفريقية العصرية.

وتسعى زنجبار حاليا لارتداء ثوب الحداثة؛ حيث أدى التحسن في مجال السياحة والضغط من الأمم المتحدة إلى هذه التغييرات الكبيرة، التي تشهدها الجزيرة؛ حيث هددت اليونسكو خلال 2016 بسحب تصنيف زنجبار من قائمتها بسبب الإهمال، وهنا قامت السلطات بتنظيف المساحات الخضراء العامة لأول مرة منذ سنوات. وبالإضافة إلى ذلك، فقد تم تقديم طلبات تراخيص لعشرات الفنادق في البلدة القديم.

ويتولى المستثمرون من القطاع الخاص عملية تطوير المدينة التي عانت من الخمول لفترة طويلة، ومع ذلك فقد أكد أحد المهندس المعماريين وهو أبدول شريف أن الوقت قد فات لإنقاذ الموروث الإنساني بالبلدة القديمة، وأشار إلى أن 85 بالمئة من البلدة القديمة قد ضاع بغير رجعة، علاوة على أن “بيت العجائب” المهيب مغلق منذ فترة طويلة بسبب خطر تعرضه للانهيار في أيّ لحظة. وانتقد مفتشو منظمة اليونسكو إنشاء فندق “بارك حياة” الجديد على حافة البلدة القديمة، والذي أدّى إلى تدمير الأفق بجزيرة زنجبار القديمة، ودعا الخبراء إلى تفكيك جزئي للمبني.

وينبهر الكثير من السياح في زنجبار بالثراء التاريخي الذي تتمتع به الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي، ويفضل معظم السياح تقسيم الإجازة بين البلدة القديمة والشواطئ الحالمة المنتشرة على الساحل الشمالي والشرقي من الجزيرة. وقد ظلت زنجبار لفترة طويلة وجهة للسياح من الصفوة الذين يرغبون في قضاء عطلة مريحة كما في سبا “مريمبو”؛ حيث شهدت صاحبة المنتجع الصحي شتيفاني شويتز التحول في زنجبار وعاشت بها لأكثر من 15 عاما، وأشارت إلى أنه من المحتمل خلال عشرة أعوام أن تخلو البلدة القديمة من السكان المحليين، غير أن الصحافي فريدي حامد يرى بأن الجزيرة ستشهد تعايشا بين السكان والسياح في سلام وأمان.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:18
الظهر 12:36
العصر 04:17
المغرب 07:23
العشاء 08:54