تقرير اخباري: إعداد الصحفية انوار مهداوي ... تصوير أحمد تميم

 خاص طقس فلسطين

"كانت هي مسارنا وهدفنا, وجدنا بها ما يريح القلب والروح, بين صخورها تاريخ وماضٍ عريق تتخلله الشقوق والصخور المدببة والطرق المعوجة, بدأنا طريقنا في وادي القلط بالحماسة والدهشة,  لما تراه عيوننا من إنجازات وحضارة فاقت كل تكنولوجيا العصر", هذا ما قاله أحمد السده طالب الاعلام في جامعة النجاح الوطنية وأمين سر فريق عدسات من قلب الوطن عند زيارته لوادي القلط بمدينة أريحا.

رحلة تحمل في طياتها العديد من المغامرات التي عاشها فريق عدسات من قلب الوطن وهو فريق يتكون من عدد من طلبة كلية الاعلام من جامعة النجاح الوطنية, والذين بدأوا مشوارهم بالمشي على تراب ذلك الوادي.

وادي القلط يعتبر من أجمل مسارات المشي في بلادنا فلسطين خاصة في فصل الشتاء, ويمتد من الضواحي الشرقية للقدس في الغرب من أريحا ونهر الاردن في الشرق, وهو انحدار طبيعي بين الهضاب المجاورة, وهو مكون من جدران صخرية تمتد لمسافة 45 كيلو متر بين القدس وأريحا, حيث ان الطريق الضيقة والوعرة كانت في يوم من الايام الطريق الرئيسي لمدينة أريحا ولكنها تستعمل الآن من قبل السياح الزائرين من مختلف أنحاء العالم .

تبدأ قصة الوادي مع الملك هيرود والذي بنى القناة المائية من أجل تزويد قصره الشتوي وحديقته بالماء في الحقبة الرومانية، حيث لا تزال آثار القناة الرومانية جلية للعيان في أجزاء من الوادي، أما القناة الموجودة حالياً فقد تم بنائها في عصر الوصاية الأردنية وتسير على خط القناة الرومانية القديمة.

 ومن أبرز محطات الوادي على الاطلاق هي عين القلط, وهي نبع مياه يندهش الزوار من جمال وقوة تدفقها, بالشتاء يصل ارتفاع المياه الى قرابة ال70 سم وينابيعه مليئة طوال السنة , اما في الربيع فتنتشر الازهار والاعشاب الخضراء على امتداد العين مما يزيد النظر متعة ودهشة واستغراب من هذه الطبيعة الرائعة, فوجود المياه في العصر القديم جعلت الوادي من الطرق الرومانية المعروفة, وكانت تستعمل طريقاً للحجاج في الحقبة البيزنطية, وبالتالي سكن العديد من الرهبان في الكهوف والمغر المنتشرة في الوادي.

الاستاذ صدقي موسى المحاضر في جامعة النجاح الوطنية يحدثنا عن زيارته الاولى لوادي القلط فيقول" كانت اول مرة ازور فيها تلك المنطقة، للوهلة الاولى يظن من يراها من بعيد انها جبال قاحلة، ورحلة شاقة مضجرة، لكن ما ان تنزل الى ذلك الوادي وتنحدر اليه كأنه يحتضنك حتى تشعر بوتيرة التشويق تلازمك".

ويضيف" كل شيء حولك يوحي بانك تسير في طريق سلكه بشر عاشوا قبلك منذ الاف السنوات، تبلغ الرحلة ذروتها عند عين الواد، حيث المياه الجارية والشجر، هنا واحة من جمال وتاريخ".

سمر غنايم طالبة في كلية الاعلام تصف لنا تجربتها الاولى لوادي القلط وتقول" وادي القلط معجزة إلهية, والمناظر الموجودة فيه هي أكثر من خلابة, وأنصح الجميع وخاصة من يحب المغامرة أن يذهب إليه وأن يوثق زيارته بالصور حتى يدوم حس المغامرة".

تسيطر على الوادي قوات الاحتلال الاسرائيلي فلا تخلو تلال وهضاب الوادي من المعسكرات ونقاط الجيش, ولكن لم يقف الامر لهذا الحد فنعدام السياحة في فلسطين قلل من سماع المواطن بتلك المناطق الرائعة, فما تحمله تلك المنطقة من أسرار روحانية ومغامرات تفوق الخيال إلا أننا لا نراها ضمن جدول رحلاتنا.

أحمد تميم الطالب في جامعة النجاح الوطنية يحدثنا عن زيارته لوادي القلط فيقول" منظقة وادي القلط منطقة فعلا رائعة وخاصة المنطقة الأثرية الموجودة فيها, لكنها باعتقادي تعتبر منطقة مهمشة,  فغالبية الفلسطينيين لا يعلمون بها ,وهذه التجربة حصلت معي, فأنا عمري 22سنة لم اعلم بها الا منذ شهرين, من خلال صورة رأيتها لدى أحد أصدقائي المصورين,  فكرت للوهلة الاولى ان هذا الواد هو في الاردن لكن تفاجأت حينما علمت انه في فلسطين".

سفيان البرهم المرشد السياحي لمنطقة وادي القلط يقول" وادي القلط يعتبر منطقة سياحية رائعة, تحمل العديد من الحكايات والقصص الاسطورية, يزورها العديد من السياح العرب والاجانب ولكن ليس بالشكل المعتاد لمنطقة سياحية أثرية لا يعلم بها المواطن الفلسطيني رغم وجودها في بلاده".

ويؤكد البرهم"على ضرورة المحافطة على تلك المناطق الاثرية وعدم المساومة أو التخلي عنها فهي جزء لا يتجزأ من التاريخ الفلسطيني العريق".

يميز وادي القلط، أو عين برات كما يُعرف بالعبرية، عن غيره من المتنزهات الطبيعية هو أنه واحد من المتنزهات القليلة في إسرائيل التي يستطيع الإسرائيليون والفلسطينيون الوصول إليها بشكلٍ متساوٍ، وهي بذلك تملك احتمالات أن تصبح واحة للسلام.